|
لقد خلقنا الإنسان في كبد؛ الكل في اختبار، المهم: الرضا بقضاء الله والثبات والتوبة أولاً بأول في حالة الضعف والوقوع في خطأ. وفي النهاية المؤمن بين أجرين إما أجر الصبر على البلاء، أو الشكر في السراء، والله المستعان.
..
موقف إيماني ناصع مشرف يتضمن استعلاء المؤمن بكلمة الله ونصر ..
آية 2
{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ ..
هكذا ينبغي أن يكون لسان حال المؤمن، هكذا ينبغي أن يكون تمسكه بالحق، هكذا ينبغي أن يكون اعتقاده في حكم الله وأمره. ..
إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
أبو الهيثم محمد درويش
لا تنبهر بقوة ظالم أو بطش طاغية
فالخسارة مآله وإن طال به الأمد
لا يفلح ظالم مهما بلغت قوته و مهما كان إجرامه
ومن أظلم الظلم أن يفتري الكذب على الله أويكذب بآياته ويحارب ..
ما نفسكش تحجزلك مكان في جنة الفردوس؟!
-هكذا بلطف كانت تسأل من قررت أن تدعوه لقربتها المفضلة... الصدقة
كانت لا تكل ولا تمل أبدا في هذا الشأن..
..
إنها الثقة بأن ما معهم هو الخير، وأن دورهم هو أن يطوعوا الآخرين للخير الذي معهم؛ لا أن يطوعوا الآخرين لأنفسهم، ولا أن يطوعوا أنفسهم للآخرين وما عند الآخرين! ثم هي الثقة بغلبة دين اللّه على دين الهوى، وبغلبة قوة اللّه الباقية على تلك القوى الفانية. ..
فهذا اليسر الذي حصل للنبي صلى اللهُ عليه وسلم سيكون لأمته، كذلك قَالَ تَعَالَى: {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا}[الطلاق: 7]، وروى الإمام أحمد في مسنده مِن حَدِيثِ ابنِ عَبَّاسٍ رضي اللهُ عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: «وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيرًا كَثِيرًا، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا» (قطعة من حديث في مسند الإمام أحمد [5/19] برقم [2803]، وقال محققوه: حديث صحيح)، وَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ رضي اللهُ عنهما: يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: «خَلَقْتُ عُسْرًا وَاحِدًا، وَخَلَقْتُ يُسْرَيْنِ، وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ» (تفسير القرطبي [22/358]). ..
ثانيًا: أن القلةَ المؤمنة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد واجهت -أيضًا- ألوانًا شتى من التعذيبِ والتنكيل، حتى اضطرهم المشركون إلى تركِ بلدهم الحبيب مكة، بحثًا عن مأوى، أو مكان آمن لا يُظلَمون فيه، كما حدَث في الهجرة إلى الحبشة، وقد تركوا كذلك ديارَهم وأموالهم، وقد سجَّل القرآن الكريم ذلك؛ كما جاء في سورة الأنفال: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الأنفال:26]. ..
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين. نحن أمام سورة عظيمة، على الرغم من كونها قصيرة، وتدور تلك السورة حول الإنسان وما رُكِّب فيه من صفات سيئة، ثم تضع أيديَنا على العلاج الناجع لتلك الصفات. ..
وأما عقد النذر؛ فقيل: الأول مستحب أو جائز، والأولى تركه؛ لأنه قد يفضي به إلى حرج، والله قد عافاه ويسَّر عليه، إذ لم يوجبه عليه ابتداء، والثاني جائز، والثالث قيل: مكروه، وقيل: حرام؛ لأنه المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم: «إنه لا يأتي بخيرٍ، وإنما يُستخرجُ به من البخيلِ» (مسند أحمد [8/8])، وبهذا الحديث يعلم أن النذر المعلق على حصول نفع أو دفع ضر لا يكون سببًا في ذلك، بل ينتهي أمر المكلف إلى القدر، فلا يجوز اعتقاد أن النذر هو السبب في حصول ما حصل من المطلوب، واندفاع ما اندفع من المرهوب، وعدمُ الوفاء بهذا النذر أخطر من عدم الوفاء بالنوع الأول؛ لأن النذر المعلَّق فيه وعدٌ من العبد لربه أن يفعل ما نذره إن حصل له مقصوده، ..
فوجب تأويل الآية بأنها من العام الذي أريد به الخصوص فيكون الخطاب فيها للكُمَّل من المؤمنين، كأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ومن اتبعهم بإحسان، لبيان أنهم لا يبلغون الدرجات العالية من الجنة إلا بالجهاد والصبر بعد الابتلاء، وأن لهم في ذلك أسوة بمن مضى من الرسل وأتباعهم، وما جرى عليهم من الشدة حتى يستبطئوا النصر: {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة من الآية:214]. ..
ينبغي ألا يكون الإنسان فقيهًا جافًا من أي عاطفة في فقهه ..
كلَّمَا تراءَت أمام عيني، الصُّورُ الكئيبة، لمشَاهد القَمع والظلم والطغيان، والاستهزاء بالدِّين وأهلِه، وتضييق الخِناق على أمَّتنا، واضطهادها هنا وهناك؛ سَرعان مايَذهب الهمُّ، ويَنجلي الغَمُّ، ويَفرح القلبُ، لِما قالَه الرَّبُّ: {فَعَسَى اللهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ}! ..
يحكي لنا القرآن الكريم في أكثر من آية، وأكثر من سورة عن أحوال القوم، وما أصابهم، وما يتمنوه في هذا الجحيم -نعوذ بالله من النار ومن ساكني النار- ثم يُعقِّب القرآن الكريم على هذه الحوارات سيما ما يقولونه من تراجعات، بآيات معجزات، وردود مفحمة للقوم، مكذبة لموقفهم من هذه التراجعات إن هم عادوا إلى دار الدنيا. ..
{ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون . قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين} [سورة الروم: 41:42].
..
أن هذه الآية الكريمة {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}، بل وسورة "الكافرون" كلها أنزلها الله تعالى للبراءة من الشرك وأهله، وفيما يأتي بيان مقصود الشريعة من هذه الآية الكريمة بالدليل والبرهان وأنها نزلت لتقر أن الإسلام بريء من كل الأديان الأخرى ولا يقرها ولا يعتمدها ولا يتاركها -على عكس زعمهم-.. وهذا البيان سيكون بإذن الله تعالى في عدة نقاط. ..
{مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ} [فاطر: 10].. ..
أحق ما يحرص عليه طالب العلم تفسير آيات القرآن والوقوف على قصصه ومواعظه. ونحن في هذا الزمان في أشد الحاجة لمعرفة سيرة القدوة الذي يثبت أمام الفتن مع أن هذا المؤمن من طبقة مترفة فلم يرض بالذل فهو من قوم فرعون. ..
قال تعالى: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [هود: 118-119] قال ابن عجيبة: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً}، متفقين على الإيمان أو الكفران، لكن مقتضى الحكمة وجود الاختلاف... ..
|