|
احتل الفقيه مكانةً عاليةً يعرفها كل من يستقرئ التاريخ الإسلامي من جميع جوانبه (السياسية أو الاجتماعية أو العلمية أو الاقتصادية)؛ فهو يستند إلى تاريخ طويل كان فيه صاحب الكلمة الأُولَى في المجال العلمي، كما كان المرجع في الُملِمَّات والقضايا كبيرها وصغيرها، ويحتاج إليه الناس على اختلاف مستوياتهم في قضاياهم العامة والأشد خصوصية، حتى القرارات الكبرى كانت تُصبَغ بفتوى الفقيه؛ لذلك حَمَلت لنا الفتاوى تاريخاً مفصَّلاً عن واقع الحياة الاجتماعية والاقتصادية والعلمية في التاريخ الإسلامي في كافة مراحله مما لم يستطع التاريخ المدوَّن حَمْلَه.
..
من نظر في واقع كثير من المسلمين اليوم يجد تفريطا كثيرا في الصلاة رغم أنها ركن الإسلام الأعظم بعد الشهادتين؛ فكثير منهم ينامون عن صلاة الفجر ويستيقظون لدراستهم وأعمالهم، وهذا دأبهم في أغلب أحوالهم لا يصلون الفجر إلا بعد طلوع الشمس، ولا سيما مع السهر، وقلة الحرص على الصلاة، ومع قصر الليل وطول النهار، حتى استوحشت المساجد في الفجر من قلة المصلين فيها. ..
فمن باب التواصي بالحق والتعاون على البر والتقوى أردت أن أذكر نفسي وإخواني المسلمين بما ورد في رجب رغبة في البيان وأن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالتبليغ لدينه واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم فلا تقبل عبادة من العبادات إلَّا إذا كانت خالصة لله عز وجل صوابًا أي باتباع سنة محمد صلى الله عليه وسلم ...... ..
صلاة الجماعة من الشعائر التي تنطوي علي حسنات جزيلة ومعاني عظيمة وحكم ربانية جليلة، ويكفي أن حاضري المسجد ضيوف الرحمن، فضلا عن توكيد أواصر المحبة والتآلف بين المسلمين، ولذا وجب الاهتمام بفقهها، والعناية بآدابها علما وعملا، ومن هذا المنطلق رأيت أن أقتطف من البحوث الفقهية بعض الدرر والتنبيهات النادرة التي ربما لا يتفطن لها البعض، سائلا المولى عز وجل النفع والمثوبة وهو حسبنا ونعم الوكيل. ..
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا فأضاء للبشرية حنادث الظلماء وأحيا موات النفوس وأوضح المنهج والسبيل، والصلاة والسلام على المصطفي المختار الذي دعى الناس إلى صراط العزيز الحميد ففتح الله به قلوبًا غلفًا وبصر به أعين عميًا وأسمع به أذانًا صمًا، ولم يقبضه إليه حتى أكمل له الدين وأتم به النعمة ومضى صلى الله عليه وسلم إلى ربه بعد أن تركنا على المحجة البيضاء ..
بلطجة أم حرابة؟
- البلطجة نوع من الحرابة، قال تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة: 33]. ..
أيها الإخوة والأخوات، الأفاضل والفضليات،
أرجو منكم أن تعقدوا بخيالكم الرائق، مقارنةً سريعةً بين المجتمع المكي الذي بعث النبي صلى الله عليه وسلم فيه، والمجتمع المصري الذي نعيش فيه إبان تطبيق الشريعة الإسلامية. وستجدون أن ذلك المجتمع المكي يتسم بالعصبية، والقسوة، والتفكك الاجتماعي، والحريات المطلقة، والاستبداد بالرأي. .. أتمنى لو كنت أستطيع الوصول إلى تحديد تاريخ نشوء هذا المصطلح واستعماله في الفكر الإسلامي، لكنه قطعًا نشأ متأخرًا ولم يكن معروفًا في التراث الفقهي القديم، وهو كبقية المصطلحات المحدَثَة لا يتعامل الإنسان معه بحساسية لمجرد كونه مصطلحًا جديدًا، فلا مشاحة في الاصطلاح ولا إشكال فيها بحد ذاتها، ما دامت محتفظة بخصلتين: أن لا تحتوي على مخالفة شرعية، وأن يتم توضيح المقصود بها بما يزيل الإشكال ..
قال الله تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ } [الإسراء:33]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة» (الراوي:عبد الله بن مسعود، المحدث:مسلم، خلاصة حكم الحديث: صحيح). والنفس التي حرم الله هي نفس المسلم، ونفس الكافر المعاهد، والذمي والمستأمن قال صلى الله عليه وسلم: «من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة» (الراوي:عبد الله بن عمرو بن العاص، المحدث:البخاري، خلاصة حكم الحديث: صحيح). ..
|