|
والاستقامة من المعاني الجليلة الجامعة كالبر والمروءة والإحسان والمعروف .. لذلك نجد تعريفاتها تتنوع فقال عمر -رضي الله عنه-: "أن تستقيم على الأمر والنهي، ولا تروغ روغان الثعلب". وقال الربيع بن خيثم رحمه الله: "الإعراض عما سوى الله". ولكي لا يأخذ البعض هذه المفاهيم ويجنحوا للتكلف والتشدد نجد شيخ الإسلام الهروي رحمه الله يعرفها بقوله: "الاجتهاد في اقتصاد". ..
إنًّ حسن الظن بالله تعالى والثقة بنصره من ثمار صدق التوكل على الله تعالى، فمهما طال الزمن، وعظمت المصائب، فإن ثقة الداعية بالله وبوعده الذي لا يتخلف، تبعث همته، وتقوي نشاطه، وتنبهه إلى انتهاز كل فرصة مناسبة للدعوة مدفوعًا بقوة مردها إلى الطمأنينة إلى الحق، وحسن الظن بالله تعالى، فلا بد من يوم يتغلب فيه الحق على الباطل، فدولة الباطل مؤقتة مضمحلة لا ثبات لها، والنصر والغلبة لأنصار الحق ما داموا معتصمين به. ..
هذه رسالة (الأحاديث العشرة في الأذكار المشتهرة)، اخترتُ فيها أميّز أحاديث الأذكار وأعظمها أجراً، وأكثرها فضلاً وأصحها؛ لتكون قريبة التناول من المسلم والمسلمة، ولكل مجلس حضراً وسفراً، تُردد بين أفراد الأسرة وتُعاد في مجالس الدراسة، وتُكرر في ندوات العلم والخير والصلاح، فعليكم بحفظها والعمل بما فيها، فوالذي نفسي بيده إنها أغلى من الكنوز وأثمن من القناطير المقنطرة، وأنفس من الخيل المسومة، وخير من حُمر النعم، بل فيها مقاليد السموات والأرض من الأجر العظيم، والثواب العميم والعطاء الجسيم من ملك كريم، ومن رحمن رحيم، وعد عباده بالنعيم المقيم، أسأل الله لي ولمن قرأها، وعلّمها ونشرها وعمل بها، الفوز برضوانه، وسكنى جنانه، والأمن من نيرانه. ..
إن كل ما يؤديه الفعل من معاني بتعديته بالحرف" إلـى "، يتضمنه بتعديته بالحرف اللام أيضًا، أما العكس فلا؛ أي: أن تعدية هذا الفعل باللام أشمل وأكمل وأجمل من التعدية بـ"إلى". ومن بليغ التعبير الرباني القرآني أن العل في حق الله تعالى تعدَّى بحرف اللام: {اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ}، أما في حق الشركاء فتعدَّى بالحرف إلى : {قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ} ..
لستُ أبغي عفوًا أو صفحًا لي، أنت حر وحر وحر، لكني أريدُ تفهمًا أن المتدين هو مَن تلقاه مبتسمًا كالنور رقيقَ الطبع صبورًا، إنه الإسلام فينا سفينة ودٍّ يدفعها أجمل إحساس، هي أوامر الدين ألا نأتي إلا طيبًا، ونهتدي للخير دائمًا، وفي زلّاتنا فواصل أن مهلاً يا بن آدم، عليك وقفة مع نفسك، فلا تحسبن أنك بهجرِ تعاليم دينك ستحلو أيامك، وترسو إلى شط الأمان، الجميل منا أن يصارح بعضنا بعضًا بما في قلوبنا، فلا حرج في ذلك، هذا إن كنت فعلاً تبغي الجنة وتتوق لطيِّبها. ..
ليس للخضرة معنى وﻻ للبرد الخفيف معنى وﻻ الهدوء له معنى.. وكأن من لعنتهم وشدة سواد قريحتهم ودناوة أنفسهم ظنوا أن ما هم فيه خير! ومنتهى كل شيء..! كلا البؤس هو سعادتكم فتحسبون البؤس من شدة بؤسكم سعادة فتفرحون به تبًا لكم أنتم كمن هو في صحراء أعياه طولها وتيبس لسانه من حرها فمرّ على بولة ماعز حسب أنه بعدما شربها من شدة عطشه وأعيائه أن حصل الري والشبع لبئس ما تشربون. ..
من الإشارات الإلهية الواضحة التي ترشد أهل البصائر وقت المحن وتشير إليهم على المخرج، وتدلهم على الطريق هذه الآية العظيمة التي لو نظر العبد سواء كان حاكماً أو محكومًا لموضعه منها لأدرك الحقيقة واضحة، وعلم أين هو وعلى أي أرض يقف، وعلم أين الطريق بداهة، والسعيد من هداه الله سبله وأنار له دربه... الإشارة الربانية للخروج من التيه: قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}. ..
|