|
أيّها المسلمون: العلماءُ هم حرّاس الأمّة، الصادقون في نصحِها، العارفون بمصالِحها، العالِمون بأدلّة الشريعة وبراهينها، ومقتضيات العقيدة ولوازِمها، وهُم أقدر النّاس على استنباط الأحكام ومعرفة الحلال والحرام، نظرُهم عميق، ورأيهم وثيق، وفكرُهم دقيق، فيه علامة التّسديد والتوفيق، علَّمتهم الوقائع والتجاربُ مكنونَ المآلات والعواقب، فاسألوهم عمَّا أشكل، وشاوِروهم عمّا أقفل، واعرضوا عليهم ما حلّ ونزل، وإيّاكم والتفرّد بالرّأي أو ألأخذ بكل رأي يصدر من وزير أو مسئول. ..
هل علمت أن امرأة من ذلك الجيل الرباني - الذي تربّى في المجتمع النبوي المدني ساومها اليهود وراودوها على خلع حجابها وعلى كشف وجهها، فأبَتْ وانتفضت، فكادُوها كعادتهم فربطوا بغض ثيابها ببعض فلما قامت تكشّفت، فاهتزت واضطربت وصاحت: وا إسلاماه، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، وكان يهوديا، فشدّت اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود فأغضب المسلمون فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع. ..
إن عزل الرجال عن النساء، واختصاصهن بأعمال المنزل وحضانة الأطفال، واختصاص الرجال بالعمل والاكتساب -متوائمٌ مع الفطرة التي فطر الله- تعالى الناس عليها، وسارت عليها البشرية طوال تاريخها في الشرق والغرب، وعند سائر الأمم، قبل أن تأتي الحضارة المعاصرة بضلال الاختلاط، ومن قرأ تواريخ الحضارات والأمم السالفة أيقن بحقيقة ذلك. ..
لقد همَّ عمرُ رضي الله عنه أن يَخطُبَ الناسَ في مكَّةَ في آخِر حَجَّةٍ له؛ ليُنكر قولَ بعض الناس في أمْر البيعةِ والخِلافة، فأشار عليه بعضُ الصحابة أن يُؤخِّر خُطبتَه ولْيقُل ما شاء في المدينةِ؛ لئلَّا يُفهمَ كلامُه على غير مرادِه، فاستحسنَ المشورةَ وأخَذ بها، فكانت تلك الخُطبة البليغة التي أخرجَها الإمامُ البخاريُّ في صَحيحه. ..
لم يزل يظهر مِصداق ما أخبر به النبي من ضرر فتنة النساء وخطرها على الرجال، ولم يظهر ضرر وخطر فتنة النساء أعظم مما ظهر في هذا العصر فقد اتخذت فتنة النساء لإغراء الرجال لِما حصل من الوسائل إما بجسد المرأة أو بصورتها فاستُغِلت المرأة أسوأ استغلال من الكفار ومن أكثر المسلمين مجاراة للأمم الكافرة واتباعًا للشهوات في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة، وخصّص لذلك دراسات وبرامج ومجلات وقنوات فضائية ومواقع شبكية. ..
بلغني أن بعض الأخوات المعروفات بالصلاح، والدعوة إلى الله، صِرن يخرجن في إذاعة الرياض، وإذاعة القرآن، يحاضرن على المستمعين والمستمعات، ثم إني سمعت بعض ذلك، وما يتبع ذلك من مداخلاتٍ من رجالٍ ونساء، وإني أرى أن هذا غلط ممن أقدمت عليه، وممن أشار عليها، أو شجعها، ولا أشك أن القائمين على الإعلام يرغبون في ذلك، ويشجعون عليه، ويدعون إليه؛ لأن من أهم مقاصدهم في الإعلام إبراز المرأة صورة وصوتاً، ولا سيما إن كان صوتها رخيمًا ورقيقًا.. ..
إن اهتمام الزوجة بزوجها ونظافته وملابسه وطعامه هو دليل على صلاح الزوجة، ولا شك ينعكس هذا على استقرار الزوجين واستقرار الأسرة أيضًا. فالزوج يحب الزوجة التي تهتم به، وتهتم بما يحب من الطعام والشراب والملبس، فاحرصي أيتها الزوجة على ما يرضيه في مطعمه ومشربه، وعلى ما يبرز نظافته وأناقته في ملبسه، وعليكِ أن تتفقديها فتصلحي ما يحتاج إلى إصلاح. ..
|