|


ومن ظن أن النعمة مقصورة على الطعام واللباس فقد أخط ..
وقيل لبعض الحكماء: "اكتسب فلانٌ مالًا، قال: فهل اكتسب أيامًا يأكله فيها؟ قيل: ومن يقدر على ذلك؟ قال: فما أراه اكتسب شيئًا" ..
قَدْ دَارَتْ أَقْوَالُ السَّلَفِ عَلَى أَنَّ فَضْلَ اللَّهِ وَرَحْمَتهُ هِيَ الْإِسْلَامُ وَالسُّنَّةُ وَعَلَى حَسَبِ حَيَاةِ الْقَلْبِ يَكُونُ فَرَحُهُ بِهِمَا، وَكُلَّمَا كَانَ أَرْسَخَ فِيهِمَا كَانَ قَلْبُهُ أَشَدَّ فَرَحًا حَتَّى إِنَّ الْقَلْبَ لَيَرْقُصُ فَرَحَا إِذَا بَاشَرَ رُوحَ السُّنَّةِ أَحْزَنَ مَا يَكُونُ النَّاسُ، وَهُوَ مُمْتَلِئٌ أَمْنًا أَخْوَفَ مَا يَكُونُ النَّاسُ. ..
ما نشاهده اليوم من مظاهِرِ التَّرفِ والثَّراء، يثيرُ في جوانب منها حزنًا لا يُشْبِهُهُ حزن، مما نقابِلُه من تقلُّباتٍ وتغيُّراتٍ تعتري تقاسيمَ الوجهِ الإنساني، مما يخالِفُ النِّظامَ الكوني في أجزائِه المترابِطَة المتلاحِمَة، ومما يخالِفُ ما أقَرَّهُ التشريع الإلهي من تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية، ومحاربة الطُّغيانِ في اكتسابِ الأموالِ والثروات. ..
أكمل الخلق عند الله من استكمل كل مراتب الجهاد، والخلق متفاوتون في منازلهم عند ربهم تفاوتهم في مراتب الجهاد، والنبي صلى الله عليه وسلم كما قال ابن القيم: "كانت ساعاته موقوفة على الجهاد بقلبه ولسانه ويده، ولهذا كان أرفع العالمين ذكراً، وأعظمهم عند الله قدراً، فهو صلى الله عليه وسلم أكمل الخلق وأحبهم إلى الله؛ لأنه قام بكل أنواع الجهاد، وجاهد في الله حق جهاده، استجابةً لأمر مولاه ..
إذا كان القتل والإبادة الجماعية جرائم تستنكرها البشرية، فإن الشرك بالله عز وجل أعظم جريمة على الإطلاق، فإن تلك جريمة في حق الإنسان، وهذه جريمة في حق الله تعالى، وحق الله أعظم من حق الإنسان، فالله هو الذي خلق الإنسان ورزقه وأعطاه ووهب له الصحة والمال والولد، فإذا به يترك حق عبادته، ووجوب شكره ليعبد غيره ويتقرب إلى سواه. ..
حدث عبد الله بن سلام رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أول مقدمه المدينة مهاجراً يقول: «أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام» (متفق عليه). ..
وَفرَةُ الأَموَالِ وَكَثرَتُهَا، وَنَضَارَةُ الدُّنيَا وَزَهرَتُهَا، وَرَغَدُ العَيشِ وَعُمُومُ الأَمنِ، وَالتَّقَلُّبُ في العَافِيَةِ وَالشُّعُورُ بِالاطمِئنَانِ، نِعَمٌ عَظِيمَةٌ وَآلاءُ جَسِيمَةٌ، يَتَفَضَّلُ بها المُنعِمُ الكَرِيمُ سبحانه عَلَى مَن يَشَاءُ مِن عِبَادِهِ، لِيَحمَدُوهُ وَيَشكُرُوهُ وَيُطِيعُوهُ، وَلِيَبذُلُوهَا فِيمَا يُرضِيهِ عَنهُم وَيَجلِبُ لَهُمُ المَزِيدَ مِن فَضلِهِ، غَيرَ أَنَّهَا في المُقَابِلِ قَد تَغُرُّ كَثِيرًا مِنَ الجَهَلَةِ وَتَخدَعُ فِئَامًا مِنَ الأَغرَارِ، فَتُنسِيهِم مَا يَجِبُ للهِ عَلَيهِم وَتَصرِفُهُم عَن أَدَاءِ مَا فَرَضَهُ، وَتَدفَعُهُم إِلى التَّقصِيرِ في حَقِّهِ وَالتَّمادِي في مُخَالَفَةِ أَمرِهِ، وَلِذَا فَقَد نَادَى جل وعلا الإِنسَانَ المُغتَرَّ وَذَكَّرَهُ بما لَهُ عَلَيه مِن جَلِيلِ النِّعَمِ. ..
قال الحسن رحمه الله: "رحم الله عبداً وقف عند همه، فإن كان لله مضى، وإن كان لغيره تأخر". ..
100 درة لهندسة الحياة ..
زرت أحد الدعاة النبلاء في مكتبه، وبعد جلسة ماتعة رفعت فيها سحائب التكلف أطلعني على بعض مشاريعه وإنجازاته، فدهشت والله من تلك المساهمات التي قدمها في المجالات الخيرية والدعوية والاجتماعية، حتى إن بعضها لينوء بحمله العصبة أولي القوة، فجعلت بعدها أتأمل القاسم المشترك بين هؤلاء المنجزين الذين حققوا قدراً كبيراً من النجاح والإنتاج، فرأيت أن أَوثق رابطة تجمعهم هي (الإصْرار والمواصَلة والاستمرَار). ..
الحقوق محفوظة ومصونة، والواجبات معروفة ومطلوبة، من شأنها أن تشد الروابط بين المسلمين وتزيد الألفة فيما بينهم في مشارق الأرض ومغاربها، وتحفظ وحدتهم وتصون كرامتهم، وتحفظ حقوقهم ذلك أن المؤمن شأنه أن يعيش عزيزاً، فهو يحمل رسالة عظيمة وينتمي لأمة عظيمة ورسوله صلى الله عليه وسلم أعظم الرسل ..
الغفلة عن موازين الحقّ والعقل وغيبة إرادة الإصلاح سبب كلّ المشكلات، تأمّلت حال أكثر الناس فيما يشتكون في علاقاتهم من مشكلات وخلافات، حتّى بين أهل الدين والالتزام، فوجدت أنّ تصعّد المشكلات وتأزّمها سببه الأكبر الغفلة عن تفعيل مُعادل الإيمان بحقيقته ومقتضاه، ومَنطق العقل بحكمته ورشده. ..
نظرت إلى السماء وسَبَحت أفكاري في فضائِها الرَّحْب، وتأمَّلت الطُّيورَ وهي تُصَفِّق بجناحَيْها، فأَلْهَمت قلبي المَحْمومَ بهُمومِ الحياةِ وصَبَواتِها المُتْرَفة، فعرفتُ بأنَّ الصُّعودَ إلى القِمَّة يُوَرِّط أهلَه الحَيْرَة، ويُشْرِف بهم على منابِر الشُّهرة، ويُلْقِي بهم في عَرَصَاتِ المَجْدِ ومَشارِبِه، وكلَّما ارْتَفَعَت مَنْزِلَتُهم قَلَّ شُكْرُهُم للنِّعَمِ السَّابِغَة، ونَسُوا ما أُهْدِيَ إليهم من فَضْلٍ.. ..
أَيَا مُدَّثِّرًا بِدِثَارِ البرْدِ، ومُفْترِشًا فُرُش الصُّوفِ، ومُلْتَحِفًا بما يَرُمُّ عظامَكَ؛ تَذَكَّرْ ذاكَ الطفلَ الذي افْترَشَ الجليدَ، وتَلحَّفَ الصَّقَيعَ، وتَوَسَّدَ الحَجَرَ القاسِي لِوَجْنَتَيْهِ، وانكَشَفَتْ قَدمَاهُ، وكَفَّاهُ. ..
إن كلا الاحتمالين هما (قدر الله) إن القدر ليس حدثًا واحدًا محتومًا! بل هو كل الأحداث التي يمكن للمرأ الاختيار منها، نعم! إن مفهوم (القدر) لدينا مشوش! إن القدر يا سادة ليس هو سلسلة الأحداث التي ستحدث رغمًا عنا -إلا إننا يجب أن نأخذ بالأسباب-! لا، إن القدر من (القَدر) وهو الحصر والتحديد، هو حصر الخيارات أمامنا في كل لحظة في حياتنا إلى خيارات معدودة محصورة (مقدورة)! إنه ليس اختياراتنا! بل هو ما يمكن أن نختاره! ..
وأيُّ دينٍ، وأيُّ خيرٍ؛ فيمَن يَرى مَحارمَ الله تُنتهَك، وحدودَه تُضاع، ودينَه يُترك، وسُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يُرغَب عنها؛ وهو باردُ القلب، ساكتُ اللسان، شيطانٌ أخرس؟! ..
ليس من الحكمة التسرع في إطلاق الأحكام المسبقة على الناس قبل السؤال عن دوافع سلوكهم، وتقديم حسن الظن بهم على سوء الظن، ولا يمكن أن نفهم سلوك الناس قبل أن نسأل ونسمع، فالسؤال هو بداية الفهم. ..
المرء منا في أحيان كثيرة يجد باباً من الأبواب وقد أُغلق في وجهه، سواء كان هذا الباب في عمله مثلاً أو في أي مجال من مجالات الحياة العديدة، أو أنه يقوم بتنفيذ أمر ما لكنه لا ينجح فيه ويستمر بتكرار المحاولة المرة تلو الأخرى ولكن من دون فائدة، قد يستمر المرء منا على تلك الحال حيناً من الدهر طويلاً، من دون أن يتنبه إلى أن المشكلة الأساسية في عدم توفيقه أو نجاحه، واستمرار غلق الأبواب في وجهه ليست كامنة في حظه، إن كان من النوع الذي يؤمن بالحظوظ، وليست كذلك في جهده أو أدائه، لكن المشكلة كامنة في إصراره على السير بنفس الطريقة أو الأسلوب أو التفكير في حياته. ..
ولَم يَرد عن أحدٍ من العلماء؛ أنَّه صنَّف في فضل الكلام، ولكن ما أكثرَ ما صنَّفُوا في ذَمِّه!! ..

|