|


إنَّما تُعجَّل الإجابة، ساعةَ مُقاربة اليأس، فلا تَستطِل، ولا تَضجَر! ..
قصة صغيرة نرى فيها كيف ينبثق الفجر من قلب الليل وظلمته.. وكيف ييسر لنا مولانا أمورالكون لما فيه كل الخير لنا.. فلنرضى بما قسمه الله لنا ولنقبل أقدارنا بابتسامه.. ..
في إحدى المكتبات الكبرى رأيت كتابًا مترجمًا إلى العربية يزيد على ستمائة صفحة عن لاعب كرة قدم اسمه (ميسي)، يستعرض حياته وإنجازاته وآثاره على البشرية... والمشكلة أن مثل هذه الكتب يلقى رواجًا كبيرًا، وتباع منه عشرات الآلاف من النسخ.. ..
الحقيقة لم أكن راغبًا في ذلك ولا مستعدًا له، لكن مرض ابنتي الحبيبة ثم العملية الجراحية القاسية التي أجريت لها دفعاني لتغيير ذلك القرار، والموافقة أخيرًا على إلحاحها هي وأخيها لاقتناء مخلوق ما وتحمل مسؤوليته، حسنا إذاً! تريدان طائرًا في قفص؟ ..
قد لا نستطيع تقدير نفس من نحادثه وتقييم ما في صدره، أهو زيت يغلي أم كائن عطش يشهق بحاجة إلى الهواء كي يستنشقه، فنفس الكلمة التي تقتل هذا تحيي ذاك! فإن كنت لم تحكم ميزان كلماتك ووقعها، أو تقدير حساسية المستقبِل لكلماتك، ففي الصمت ما يغنيك، فإن قطع مادة الحياة عن الغضب أولى من كلمة قد تغذيه. ..
من مقاعد الدراسة والكتاب قرينٌ لنا.. نحمِله بين أيدينا ويحمِلنا بين دَفَّتيه، يُخاطبنا بما فيه ونردُ عليه بخطٍ رقيق بين سطوره أو كلماتٍ في زواياه، نملُّ ما يستعصي علينا فَهمه ونكره مجالسته، ونحب الذي يُوافِق رغباتنا ونشتاق إليه حتى إذا انتهت حاجتنا منه تحرّكت نوازعنا تجاهه؛ ورأينا أثره في نفوسنا بأثرنا فيه فإهماله والعبث به أو تقديره والمحافظة عليه دليل شعورنا نحوه، نتحدَّث عنها كما لو كُنَّا عِشنا معها. ..
ليس بالضرورة إذا انتقدت أحداً من الناس أن تسعى إلى تجريحه، وإسقاطه، والإساءة إليه، وتجريده من كل حسنة، وليس بالضرورة إذا اختلفت مع أحد أن تعاديه، وتدعو إلى عداوته، وتشهر به قدر ما تستطيع. ..
بداية الخيط نظرة! إياك أن تكون أسيراً لنظراتك، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُتب على ابن آدم نصيبه من الزنى، مدركٌ ذلك لا محالة؛ فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذِّبه». ..
في القرآن الدواء.. في أمثاله عبر وعظات، وفي قصصه دروس ومشاهدات، ومن أعظم القصص في القرآن ما قصه الله عن يوسف عليه السلام، في صغره دروس وعبر، في صباه دروس وعبر، في شبابه دروس وعبر، في بلوغه الأشد وملكه لمصر دروس وعبر.. ..
أحيانًا لا يدرك المرء ما ينتظره منه غيره أو يتوقعه.. أحيانًا ينشغل بهمه عن همومهم، وبمشاكله عن تلمس حالهم، وبظروفه عن تعقيدات حياتهم واحتياجاتهم.. ..
لعل من أشد المعلومات فتكاً بالمجتمعات هي تلك المعلومات والبيانات المتعلقة بالجنس وتجارة البشر.. متمثلة في مقاطع فيديو وصور، وقصص ووسائل تواصل بين الجنسين، ومع غياب الوازع الديني والحرب الشرسة ضد الدعاة في معظم الدول، أصبح المجتمع فريسة سهلة لتجار الأجساد العارية! وبدون أدنى تكلفة تذكر يصل إلى يدك كل ما تريد بضغطة واحدة.. ..
ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﻨﻄﻖ ﺑﻬﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺮيشة ﺗﻀﻌﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺑﻴﺖ ﺃﺧﻴﻚ، ﻣﺎ ﺃﺳﻬﻞ ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻞ ﻫﺬﺍ؟! ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺃﺻﻌﺐ ﺃﻥ ﺗﺮﺩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﻓﻤﻚ، ﺇﺫًا ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﺠﻤﻊ ﺭﻳﺶ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ.. ﺃﻭ ﺗﻤﺴﻚ ﻟﺴﺎﻧﻚ..". ..
لا يغرنك الوهم عن الحقيقة ولا الزوال عن المآل ولا الجسد عن الروح ولا المادة عن خالقها العزيز المتعال الذي لا يراه إلا من زكت روحه وعلت وطغت على دناءة جسده، عُد إلى الحقيقة، أزل غِشاوة الأوهام، تمعَّن في نفسك، في حاضرك ومصيرك، في لُبك وظاهرك، لا تكن سطحيًا جافًا فترى المادة الجوفاء دون ربك الذي يمسكها أن تزول... ..
أول العمل العزم، فإذا عزمت فتوكل على الله.. وإياك بعد التوكل أن تقيم وزنًا لمخالفة بشر طالمًا كنت على صواب؛ فإذا ما تأكد لك الصواب فامضِ في عزمك، وإياك أن تنظر للخلق.. وإذا ما راجعك الناس ووجدت الحق معهم فإياك والجمود على رأيك والانتصار لنفسك، وليكن رضا الله هو المبتغى. ..
رحِم اللهُ مالِكًا إذ يقول: "ما كان للهِ بَقِي". ..
الإنسان في أحوال كثيرة لا يبحث عن الحق بقدر ما يبحث عن السلام الداخلي وراحة الضمير! وهذا يدفعه في الكثرة الكثيرة من الأحوال أن يشوه الواقع بطريقة ما، أو أن يزحزح مبادئه جزئيًا، أو أن يغيرها كليًا حتى يحصل على السلام الداخلي ويرتاح من لوم نفسه اللوامة.. ..
لحظة اتخاذ القرار عند أبي الدحداح، لحظة عجيبة تمر سريعًا علينا دون التفات، لحظة برقت فيها أنوار الجنة وفتحت أبوابها، ..
فكيف للمسلم أن يفرط في آليات النجاح أو يتقاعس عنها؟ ألم يعلم أن المؤمن القوي خير عند الله من المؤمن الضعيف؟! إن المؤمن القوي يمثل نموذجًا ناجحًا يتقي الله، ويصبر على منغصات الحياة، ويحتمل طريق الإعمار في أرض الله، ويؤثر على نفسه ولا يكره أو يتكبر أو ينساق في طريق الغرور ويضع صوب ناظريه على الدوام قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}. ..
إن ينبوع الماء يأسن ماؤه إن لم يتجدد وتركد مياه البحار إن لم تدفعها الأمواج؛ كذلك حياة الإنسان تفسد إن ظلت على وتيرة واحدة لا تتغير؛ فإن صارت لونًا واحدًا كانت رتيبة بلا طعم ولا رونق بل تحولت إلى روتين مؤلم، لا فارق فيه بين الأيام والسنوات، ولا اختلاف فيه بين الحاضر والمستقبل. ..
اعلم أن الكلمة السيئة ستكلفك عداوات ومخاصمات في الدنيا أنت في غنى عنها، فلماذا إذًا لا تكلف نفسك التفكر لثوان معدودات قبل النطق؟! ..

|