|


الأخلاق حُلَّة تقصُر دونها الحُلَل، وسِتر لا يُغني عنه سِتر، وهل افترق الإنسان عن حيوان الغابِ وسِباع الدواب إلا بالأخلاق؟! ..
إنَّ من الأمور التي صارت بين البعض من المسلمين الموحدين سمت الغلظة والقسوة وجفاء الطبع ولا سيما في اللفظ أو الكلمة -وإن كانت صغيرة الحجم عظيمة المعنى- التي بها تنفر القلوب ومنها تتألف القلوب، ونسي البعض الأوامر الربانية من الله تعالى في الرحمة والرفق فيما بين المسلمين>>> ..
العفو عن المخطئين من الأخلاق الإسلامية الحميدة التي ينبغي أن يتصف بها المسلمون...
..
التمس لأخيك عذراً... ..
من تكتيكات النفس ... ..
"إنَّ للذلِّ ضريبةً كما أنَّ للكرامة ضريبة"، وإنَّ ضريبة الذل لأفدَحُ في كثيرٍ من الأحايين، وإنَّ بعض النُّفوس الضعيفة ليُخيَّل إليها أنَّ للكرامة ضريبةً باهظة لا تُطاق، فتختار الذلَّ والمهانة؛ هَرَبًا من التكاليف الثقال، فتعيش عيشةً تافهةً رخيصة مُفزِعة مُقلِقة تَخافُ من ظلِّها، ولتجدنَّهم أحرَصَ الناس على حياة، إنهم يؤدُّون ضريبة الذل من نُفُوسهم، ومن أقدارهم، ومن سُمعتهم، ومن اطمِئنانهم، وكثيرًا ما يُؤدُّونها من دِمائهم وأموالهم وهم لا يَشعُرون. ..
لكي نعمل العمل الذي يرضي الله ويؤدي شكر نعمته: نحتاج إلى كل القوى وبذل أقصى جهد ممكن فتتضافر الجهود، لذلك كان أول عمل للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة هو: توحيد الأمة، وكان أول خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة -أول تصريح وأول هدف- هو: التعاون على البر والتقوى.. ..
تشبع الغرب المعاصر بالتصور القديم للديانات الوثنية سواء الشرقية كالبوذية والهندوسية أو الغربية كاليونانية والرومانية القديمة القائم على نظام "الكهنوت" ورجال الدين الممتلئين بالأسرار اللاهوتية وممارستهم لشعائره بشكل من الرهبنة والروحانيات المجردة والتصوف كعلامة على "التديّن"، والقائم على منظومة من الرموز والألغاز التي لا يعلم حقيقتها إلا الكهنة ورجال الدين وهذا من مناهج الفرق الباطنية التي أكثرت من الرموز والأسرار والقول بأن لكل "ظاهر" يوجد "باطن" لا يعلمه إلا الخاصة -ويعنون به رجال الدين والكهنة والأئمة والأولياء- وممن تأثر بهذا المنهج من الفرق المنتسبة للإسلام: الشيعة الإمامية والنصيرية والدروز والقرامطة وغلاة المتصوفة، ذلك بالإضافة إلى مجموعة القصص والخرافات والأساطير والميثولوجيا التي يضعها رجال الدين ويعتبرونها تاريخاً وتراثاً لهذا "الدين". ..
الحياة كنز العظة ومخزن العبر، سواء في الماضي حيث أعماق التاريخ السحيق، أو في الحاضر حيث التجارب أكثر واقعية وألصق معايشة، وحظ كافة البشر من دروس الحياة يكاد يكون متساويًا، إلا أن الاختلاف بينهم بحسب إعمال الفكر في استخلاص الفوائد لصقل مواهبنا الذاتية وتدعيم خبراتنا الشخصية، فحظ الناس من الاستفادة من وقائع الأيام بقدر حظهم من تدبرها وتحليلها واستخراج عصارة تجاربها؛ لتكون وقودا للأحداث والمواقف المستقبلة. ..
إِنَّهُ لا يَكفِي الفَردَ أَن يُؤَدِّيَ العَمَلَ صَحِيحًا، بَل لا بُدَّ أَن يَكُونَ مَعَ صِحَّتِهِ مُتقَنًا، فَهَل يَعِي ذَلِكَ المُسلِمُونَ وَيَسعَونَ إلى جَعلِهِ مِيزَةً لِشَخصِيَّاتِهِم وَخُلُقًا يَتَّصِفُونَ بِهِ في حَيَاتِهِم، وَمَبدَأً يَنطَلِقُونَ مِنهُ في مُؤَسَّسَاتِ العِلمِ وَمَيَادِينِ العَمَلِ وَأسوَاقِ الصَّنَاعَةِ، لِيَصِلُوا بِهِ إِلى الإِنجَازِ وَيُحَقِّقُوا بِسَبَبِهِ النَّجَاحَ؟! ..
استقامة الجوراح في تصرفاتها وأفعالها وأعمالها إنما هي تابعة لاستقامة القلب في عقيدته ومعلوماته ومفاهيمه والعكس. ..
فإن نجاة العبد في هذه الدار الدنيا وفي الآخرة مرهونةٌ بصلاح علم وصلاح عمل، وصلاح العلم مبني عليه صلاح العمل، وصلاح العمل وقبول الله تعالى له مبني عليه إثابته سبحانه وتعالى لعبده بفضله ومَنـِّه وكرمه، وفساد العمل وعدم قبوله يترتب عليه استحقاق فاعله للعقوبة نسأل الله السلامة والعافية.
..
يوصف بأفكار غير مرغوبة تطفّليّة ومقلقة ومتكررة، وغير مبررة ومستمرّة، ويصعب على الفرد السيطرة عليها، هذه الأفكار المزعجة معنيّة عادةً بالتّلوّث، وخوف وقوع الضرر على النفس أو المقربين، وعدم صحة العمل أو عدم قبوله وبالأخص الأعمال الدينية، هذه الأفكار يعلم المصاب بأنها غير طبيعية وهي من بنات أفكاره وليست موضوعة في رأسه من الغير -كما هي الحال في مرض فصام العقل (الشيزوفرينيا)- وتستلزم هذه الأفكار والصّور أو المشاهد المعاناة والحزن والتعب الشديد، فهي ليست سارة على الإطلاق فيخرج بذلك منها دوافع الشهوات المحرمة بأنواعها.
..
شؤون الأمم شتى، وأعز شؤونها مكارم الأخلاق، وحقوق الأمم على علمائها وزعمائها كثيرة، وأهم حقوقها القيام على هذه المكارم، فالجماعة التي تعمل على تقويم الأخلاق، وترقية الآداب هي التي تحمل من أعباء حقوق الأمة ما كان أرجح وزنًا، وأكبر نفعًا، أتقدم إلى هذا المجمع الكريم، وألقي فيه كلمة صغيرة، أصف بها خلقًا من أجل الأخلاق، وهو عظم الهمة.
..

|