|
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ المؤمنِ مَثَلُ النَّحلةِ»، فما وجه الشبه. ..
إنه لشيء رائع حقًّا أن يرحم رسول الله أولئك الذين رفضوا عقيدته واعتنقوا غيرها, وأولئك الذين لم يعترفوا بنبوته أصلاً! بل إنه لشيء شديد الإبهار أن نراه يرحم ويَبَرُّ ويعطف ويحنو على أولئك الذين عذبوه وعذبوا أصحابه, وعلى أولئك الذين مارسوا معه ومع المسلمين أشد أنواع القسوة والعنف!! ...
..
ثم لما دخلت السنة الحادية عشر بعد الألف الثانية من ميلاد نبي الله عيسى عليه السلام، حدث زلزال هائل في شهر يناير، قامت ثورة شعبية أجبرت حاكم مصر على التخلي عن رئاسة البلاد التي كان قد انتوى أن يورثها لأولاده وربما أحفاده، ثم أنه لما قام هذا الزلزال العظيم، تغيرت في مصر أشياء كثيرة، وتبدلت أحوال عظيمة..
..
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وعلم الإسناد والرواية مما خص الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وجعله سلمًا إلى الدراية، فأهل الكتاب لا إسناد لهم يأثرون به المنقولات، وهكذا المبتدعون من هذه الأمة أهل الضلالات، وإنما الإسناد لمن أعظم الله عليه المنة، أهل الإسلام والسنة، يفرقون به بين الصحيح والسقيم والمعوج والقويم، وغيرهم من أهل البدع والكفار إنما عندهم منقولات يأثرونها بغير إسناد، وعليها من دينهم الاعتماد، وهم لا يعرفون فيها الحق من الباطل، ولا الحالي من العاطل، وأما هذه الأمة المرحومة ..
|