|
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فالدعوة إلى الله عز وجل، شأنها عظيم، وأجرها كبير، وهي مهمة الرسل عليهم الصلاة السلام، ومن سار على دربهم، ولذا فقد رفع الله شأن الدعاة إليه، وأبلغ في الثناء عليهم، قال سبحانه وتعالى: ﴿ {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} ﴾ [فصلت: 33] ..
مما يزيد المؤمن إيماناً و يعظم في نفسه الشعور بعظمة الرب عز وجل و حسن تدبيره , وعظيم لطفه بعباده المؤمنين , ظهور بعض جوانب الحكمة من خلال النتائج المترتبة على بعض الأحداث والتي قد تبدو و للوهلة الأولى أنها شر وبلاء , وخير شاهد على هذا القول هو ( حادثة الافك الأولى ) , فقد قال الله تعلى عنها: ( لاتحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم ) , ونحن لا نشك في أن هذه الحادثة أي ( حادثة الإفك الثانية ) تحمل في طيَّاتها خيرٌ ما . ..
من أغرب وأعجب ما اطلعت عليه جزءا من مقال للدكتور حمزة بن قبلان المزيني والمنشور في جريدة الوطن في عددها الصادر يوم الخميس الثالث من شهر الله المحرم لسنة 1427هـ ، والمعنون بـ (الحكمة في إدارة المعركة) والذي تناول فيه وسائل المقاومة الممكنة التي ينبغي أن تمارس في ظل ما حدث وحصل ، مستعرضا جملة من الأحداث السابقة وكيف تباينت ردود أفعال الأمة اتجاهها ، مثنيا على بعض هذه المواقف والتي حققت المقصود ، وذاما لأخرى .
..
تداولت الأوساط الإعلامية مؤخرا, خبرا مفاده أن إحدى المجلات الدانمركية المغمورة قد نشرت رسوماً إنتقادية لرسول الله صلى الله عليه و سلم و الغرض منها هو التهكم و السخرية من شخص هذا النبي الكريم صلى الله عليه و سلم إذ صورته هذه الرسومات بأنه رجل أشعث أغبر يأتزر بحزام من المتفجرات الناسفة و من خلفه إمرأتان منتقبتان, و هم إذ يتعمدون بذلك التهكم على شخص نبينا الكريم صلوات ربي عليه و التهكم على ديننا الحنيف متهمين هذا الدين الذي ارتضاه الله للبشر أجمعين بأنه دين إرهاب و ظلم للنساء في المعاملة لكونها تأتي خلف الرجل و للسخرية من النقاب الذي هو لباس المسلمات الذي صانهن و حفظهن من الأذى. ..
الحقيقة أن جوهرة كتاب ابن تيمية هي هذه الجملة المضمخة بكل معاني العزة والاستعلاء بهذا الدين وتوقير نبيه –صلى الله عليه وسلم- في القلوب حيث يقول رحمه الله:
(فإن الكلمة الواحدة من سب النبي -صلى الله عليه وسلم- لا تحتمل بإسلام ألوف من الكفار، ولأن يظهر دين الله ظهورا يمنع أحدا أن ينطق فيه بطعن أحب إلى الله ورسوله من أن يدخل فيه أقوام وهو منتهك مستهان) [الصارم المسلول:ص 505] هكذا كانت منزلة جناب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في نفوس المسلمين.. ..
دفاعاً في وجه تجديف الزنادقة وعدوانهم على دين الله كان المسلمون يمارسون عملية احتسابية متواضعة بالفتاوى والبيانات والكتابات، ونفحات من الغيرة لله ولدينه، يعذرون بها إلى ربهم وهم يعيشون هذا الزمن الذي عزّ فيه حاكم مسلم ينتصر لله ولكتابه ممن يجدف بحقهما ويأخذ على أيدي الزنادقة ويكف شرهم عن المسلمين ..
|