|
كانت حفصة بنت سرين تقول:
(يا معشر الشباب خذوا من أنفسكم وأنتم شباب فإني ما رأيت العمل إلا في الشباب)
..
فانظر إلى عظيم كرم الله جل وعلا على عباده فمراده لهم الرحمة والمغفرة والهداية والرشاد والسلامة من العنت والمشقة والشقاء في الدنيا والآخرة ..
هكذا القلوب المتصلة بالسماء المتعلقة بربها جل وعلا تسير على الأرض ولكن قلوبها معلقة بميزان السماء ..
فيأتي شهر رمضان فيقذف الله تعالى حب الطاعة والخيرات في النفوس فينشط الكسلان وينتبه الغافل ويستيقظ النائم وتشمر سواعد الجد وتعلوا الهمة وتقوى العزيمة بين عشية وضحاها ..
ليس السابق من سبق به بعيره
ولكن السابق من غفرت له ذنوبه
..
وهكذا تعلمنا أن مسائل الكبار لا يُفتي بها الصغار ولا المبتدئين إنما هى للكبار
والأفكار والإصلاح والتغيير الشامل -فضلا عن العقائد والمبادئ- حتى تنجح وتثمر، تحتاج رجالا يحملونها لا تحملهم
..
وتظل حماس العنصر الفاعل والأكثر فهما ورؤية وقراءة واستعدادا لمتطلبات المرحلة حيث ساعدها مواجهتها مع العدو الصهيوني المحتل الغاصب السافر في عدوانه وعدائه المباشر ..
الجرم في حق الوطن لا يسقط بالتقادم
تاريخ لا ينسى وعار لا يمحى
وجرح لا يندمل على مستقبل وطن يرجى فيه الخير لمستقبل أهله وأمته وتاريخه ودينه
..
من بين ظلام الانقلاب يظهر أبناءنا وبناتنا ،إخواننا وأخواتنا، شباب أمتنا أحرارنا، طلاب الحق والعدل والحرية هم ثروات وكنوز وجواهر مكنونة، اكتشفنا معدنهم الأصيل، صفاء نياتهم، قوة عقيدتهم عظائم تضحياتهم، حسن فهمهم، ارتفاع هممهم وهامتهم، أسقطوا الدنيا من حساباتهم الشهادة في سبيل الله أسمى أمانيهم، وحب لقاء الله نصب أعينهم، وتوكلوا على خالقهم كافيهم وآويهم ومعينهم وناصرهم ..
ما كان الحق أوضح منه في يومٍ من الأيام مثلما هو الآن، ومَن اختلف فيه مع هذا الوضوح لو نزل عليه المسيخ الدجال غدًا، ربما لا يُفرِّق بينه وبين المسيح عيسى عليه السلام. ..
أرادها المسلمون الأوائل يوم بدر عيرًا وأرادها الله فرقانٌ مبين.
أرادوها يومًا عمرة في مكة وأرادها الله بيعة تحت الشجرة لتكون فتحًا قريبًا مبينًا.
وما ظن نوح عليه السلام أن الله سيغرق الكون كله من أجله.
وما فكر إبراهيم عليه السلام أن النار ستتوقف خصائصها له ..
غباء الطغيان سواء كان في الماضي السحيق كما حدث بين النمرود وإبراهيم عليه السلام وبين فرعون وموسى عليه السلام، وبين الملك والغلام في حادثة الأخدود
أو ما حدث في الماضي القريب من طغيان العسكر وجرائمه في حق الأحرار بالحقبة الناصرية
..
تعلمنا ألا نهتف بأسماء أو شخصيات لأننا أصحاب دعوة ومبادئ ننصرها مهما كانت الأسماء والمسميات ونُهينا عن المدح المذموم للأفراد بسبب ودون سبب حتى لا تكبر الأنا والأنانية وحب الذات عند الأفراد فيتحول الأمر إلى نفاق، وفي نفس الوقت علمنا حبيبنا ﷺ أن نُنزل الناس منازلهم مع احترام الكبير وتوقيره والعطف علي الصغير. ..
قداسة الأمة وخيريتها بالإيمان بالله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
قداسة الأمة وخيريتها بالوقوف في وجه الظالم وأخذ الحق منه والوقوف بجوار المظلوم وأخذ الحق له
قال صلى الله عليه وسلم (كيف يقدس الله أمة لا يأخذ ضعيفها حقه من قويها وهو غير متعتع) ..
يحذر وينبه صلى الله عليه وسلم من القطيعة بين الحاكم والمحكوم بالابتعاد والاحتجاب وغلق الأبواب دون الفقراء والضعفاء وذوي الحاجات فالجزاء من جنس العمل ومصيرك من نسج يديك ..
يقول الدكتور عبدالله عزام رحمه الله:(لأن مجاهد العدو متردد بين رجاء وخوف، وصاحب السلطان إذا أمره بمعروف تعرض للعذاب والموت أحيانا فهو أفضل من جهة غلبة الخوف، ولأن ظلم السلطان يسري إلى جم غفير، فإذا كفه فقد أوصل النفع إلى خلق كثير) ..
رهب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم من سؤالهم والذل بين أيديهم، أو الخضوع لهم في ظلم، أو بتر أو رأي واستشارة، أو الاستسلام لأرائهم إذا خالفت الشرع، ويرهب جل وعلا من التزلف والتودد والتملق إليهم ونفاقهم لنيل مكانة أو جائزة أو منصب بغير وجه حق. ..
ونصح الإمام وإرشاده والصبر على أذاه وتنبيهه إذا غفل وترك الثناء عليه بما ليس فيه أمر لازم لامناص منه فنحن مأمورون شرعاً بالنصح والإرشاد ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً للكبير والصغير للأمير والمأمور ..
فبالبذل والجهد والنصح والإرشاد وتيسير الحياة للرعية والعدل بينهم والبر والرفق بهم وألا يشق عليهم ولا يخدعهم ولا يغشهم ولا يظلمهم ولا يضيع حقوقهم فيضمن مصاحبتهم في الجنان بعصمت الواحد الأحد وإلا فالبعد والحرمان والملامة والخزي والخذلان وغضب العزيز الجبار وملاحقة دعوات النبي العدنان عليه الصلاة والسلام. ..
حدث فكذب ووعد فأخلف وأأتمن فخان وعاهد فغدر وخاصم ففجر وما كذبوا كذبه إلا ارتدت في نحورهم، وما أشاعوا باطلا إلا وقعوا فيه، وما فروا فرية إلا آتوها وهم ظالمون خائبون فاسدون كاذبون منقلبون ..
|