|
حاطت العناية الربانية بالنبي صلى الله عليه وسلم منذ نعومة أظفاره ، فنشأ على سلامة الفطرة ، ونقاء القلب ، حنيفاً مائلاً عن الشرك ، وتكفي إطلالة سريعة على سيرته الكريمة قبل البعثة وبعدها ، لتعرف كيف حماه ربّه من الوقوع في براثن الشرك ، وكيف صانه من هيمنة المنهج الجاهلي المنحرف .
..
وقفتنا اليوم مع شبهة جديدة لا رصيد لها من المعنى الذي يمكن أن تستسيغه العقول ، أو تهضمه النفوس ، بل هو أقرب إلى السفسطات المجرّدة ، والكلام الذي ينمّ عن تفكيرٍ ساذجٍ وعقلٍ سطحي . ..
شبهات حول أمّيّة النبي صلى الله عليه وسلم
قتضت إرادة الله تعالى أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أمّيّا ً ، حتى صارت تلك الصفة من خصائصه ، ولعل الحكمة من ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لو كان يحسن القراءة والكتابة ، لوجد الكفار في ذلك منفذاً للطعن في نبوته ، أو الريبة برسالته ، وقد جاء تصوير هذا المعنى في قوله تعالى : { وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون } ( العنكبوت : 48 ) .
..
شنّ أعداء الإسلام حملات واسعة تهدف إلى التشكيك في الشريعة الإسلامية ، وذلك من خلال الطعن في شخص النبي صلى الله عليه وسلّم ، وتناول سيرته بالثلب والتجريح تارة ، والكذب والتدليس تارة أخرى .
واليوم نجد أنفسنا أمام لون آخر من أساليبهم الملتوية في تشويه هذه السيرة العطرة ، وذلك عن طريق التشكيك في بعض ما جاء في شريعة الإسلام من ممارسات وعبادات ، وتصويرها على غير حقيقتها . ..
عظّمت المدرسة العقلية دور العقل وغلت فيه ، حتى ألبسته ثوباً لا يتناسب مع حجمه ومداركه ، بل إنك لترى من تقديس أصحاب تلك المدرسة للعقل أنهم جعلوه حكما على نصوص الوحي ، وميزاناً مجرّداً لقبول الأحاديث وردها .
وكان من ثمرات هذه الطريقة العقيمة في التعامل مع الوحي ، أن قاموا برد أحاديث اتفق العلماء على صحتها ، بدعوى مصادمتها للبراهين العقلية، أو معارضتها للحقائق الشرعية. ..
ومع ذلك فقد كثرت السهام والافتراءات التي توجه للإسلام ونبي الإسلام ـ صلى الله عليه وسلم ـ، من جهل أبنائه ـ الذين هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ـ، وكيد أعدائه من اليهود والنصارى، الذين يحاولون بين الحين والآخر إثارة الشبهات حول عصمة نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وإثارة الشكوك حول أحاديثه، وجميع ما يستدلون به من أحاديث على عدم عصمته لا حجة لهم فيها، لأن ما استدلوا به أحاديث مكذوبة، أو ضعيفة، أو أخرى صحيحة لكنها لا تدل على ما احتجوا به، قاصدين بذلك الانتقاص من حقه، والإقلال من قدره من ناحية، ومن ناحية أخرى التشكيك في كتب السنة والأحاديث، وخاصة صحيح البخاري . ..
ما زال أعداء الإسلام يوجهون سهامهم للطعن في الإسلام، مستخدمين في ذلك أساليب مختلفة، فتارة يوجهون سهامهم للتشكيك في القرآن الكريم، وأخرى في السنة النبوية، وتارة ثالثة يحاولون النيل من. ..
إسلام ويب ( د. عبدالله عطا عمر )
السيرة النبوية هي التطبيق العملي والتفسير الواقعي لهذا الدين، فهي أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، التي تدل على تطبيقه لهذا الإسلام، والمفسرة لهذا القرآن، وهي التي تفتح لنا الباب..
..
عُرِفَ النبي صلى الله عليه وسلم في قومه قبل بعثته بعظيم الخُلُق، وكريم الشمائل، فكان أحسن الناس خُلُقاً، وأصدقهم حديثاً، وأوفاهم عهداً، قال ابن تيمية: "وكان صلى الله عليه وسلم من أكمل الناس تربية ونشأة، لم يزل معروفاً بالصدق والبر والعدل، ومكارم الأخلاق، وترك الفواحش والظلم ..
أقوال وشهادات بعض المستشرقين الذين أنصفوا في ردهم على هذا الافتراء على نبينا صلى الله عليه وسلم في مسألة الصرع كثيرة....
..
وسوف نستعرض في مقالنا هذا ، نموذجا لإحدى التشويهات المتعمدة والنظرات الجائرة للتاريخ الإسلامي . ..
اليوم نقف مع شبهة جديدة أثارها القوم في حقه صلى الله عليه وسلم ، وحاصلها اتهامه بمحاولة الانتحار في العهد المكي ، في فترة انقطاع الوحي وفتوره بعد اللقاء الأول بينه وبين جبريل عليه السلام .
>>>> ..
من الشبه المثارة حول نبينا صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة ، أنه تأثر بالأحبار من اليهود، والرهبان من النصارى ؛ مثل بحيرى الراهب ، وورقة بن نوفل ، وأنه جالسهم فترة زمنية ، وتلقى عنهم ، وقد أثار هذه الشبهة وروج لها المستشرقون أمثال : بروكلمان ، وفيليب حتى ، وجولد زيهر الذي يقول : إن النبي صلى الله عليه وسلم تتلمذ على رهبان النصارى وأحبار اليهود الذين كانوا أساتذة له . ..
من الشبه التي أثارها أعداء الإسلام ، وروَّجوا لها بهدف تشويه شخصية محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، للوصول إلى الطعن في دعوته ، وإبعاد الناس عنها ، ما يدَّعونه من أنه كان صاحب مطامع دنيوية ، لم يكن يظهرها في بداية دعوته في مكة >>> ..
ومن الشبهات التي أثيرت حول شخصه الكريم ، أنه ميّال للنساء ، منشغل بهن ، وقد أكثر منهنّ حتى بلغن إحدى عشرة زوجة !!!ولا شك أن من يقول هذا لا حظ له من معرفة سيرته صلى الله عليه وسلم ، وليس له أدنى علم بهديه عليه الصلاة والسلام . ..
|