|
ثبت في صحاح الأخبار قوله صلى الله عليه وسلم (إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه) وعند مسلم من حديث أُبيٍّ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن ربي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هوِّن على أمتي، فأرسل إليَّ أن اقرأ على حرفين، فرددت إليه أن هوِّن على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على سبعة أحرف). ..
ما برح أعداء الإسلام -قديمًا وحديثًا- يتربصون بهذا الدين الدوائر، ويحاولون -ما وسعهم- الطعن به، والتشكيك فيه. وقد دأب علماء هذه الأمة -المتقدمون منهم والمتأخرون- على التصدي لهذه المحاولات التشكيكية، والرد عليها، والكشف عن زيفها وزيغها، والإبانة عن حقيقتها وغايتها، مستهدين في ذلك بقوله سبحانه وتعالى: {ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون} (التوبة:32). ..
روى الإمام البيهقي في "سننه" والحاكم في "مستدركه" عن القاسم بن عوف قال: سمعت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، يقول: (لقد عشنا برهة من دهرنا وأحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنـزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم، فنتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها، وما ينبغي أن يقف عنده منها، كما تعلمون أنتم اليوم القرآن؛ ثم لقد رأيت اليوم رجالاً يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان، فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته، ما يدري ما آمره ولا زاجره، ولا ما ينبغي أن يقف عنده، فينثره نثر الدقل) قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي؛ و"الدقل" رديء التمر ويابسه. ..
ذهب فريق من المستشرقين إلى أن اختلاف القراءات القرآنية مرجعه إلى تجرد المصاحف من النقط والحركات التشكيلية التي تُضْبَط بها الكلمات؛ يقول المستشرق جولد زيهر: "وترجع نشأة قسم كبير من هذه الاختلافات إلى خصوصية الخط العربي الذي يقدم هيكله المرسوم مقادير صوتية مختلفة، تبعاً لاختلاف النقاط، واختلاف الحركات، وهذا يؤدي بدوره إلى اختلاف مواقع الإعراب للكلمة، وإلى اختلاف دلالتها...". ..
القول المعتمد عند علماء القراءات أن المقصود من الأحرف السبعة التي ورد الحديث بها؛ أنها لغات سبع من لغات العرب؛ وأن القراءة التي يقرأ الناس بها اليوم، هي القراءة التي اعتمدها عثمان رضي الله عنه، وأمر زيداً بجمعها وإرسالها إلى أقطار المسلمين، وأجمع المسلمون عليها خلفًا عن سلف، واستقر العمل عليها فيما بعد. ..
وصل الإسلام إلى شبه جزيرة البلقان قديماً عن طريق التجار العرب، الذين ذهبوا شمال إفريقيا، ومنها عبروا البحر الأبيض المتوسط إلى شواطئ البحر الأدرياتيكي في كرواتيا من جهة، ومن جهة أخرى ذهب التجار العرب من الشام إلى بلغاريا، ونشروا الإسلام بحسن معاملتهم لأهل تلك البلاد، ثم جاء الأتراك العثمانيون، وانتشر الإسلام بواسطتهم في جميع أنحاء تلك البلاد. ..
ترجمة القرآن الكريم إلى لغات العالم -وخاصة إلى اللغات الحية- أمر على غاية من الأهمية؛ لما تقوم به هذه الترجمة من تعريف بأصول الإسلام، وبيان لقواعد هذا الدين الحنيف، بيد أن ترجمة القرآن الكريم ليست بالأمر اليسير، وليس بإمكان أي أحد أن يتصدى لهذه المهمة الشاقة، بل لا بد من توافر جملة من الشروط والضوابط التي يجب مراعاتها في عملية الترجمة. ..
ولا يخفى أن القرآن الكريم نزل بلغة العرب، وبهذا كانت اللغة العربية وعاء هذا الدين، إلا أن هناك كثيرًا من الشعوب والحضارات -التي دخلت دين الإسلام أو دخل الإسلام إليها- لا ينطق أهلها العربية، ومن هنا كانت الصعوبة في فهم رسالة هذا الدين وتطبيقه التطبيق الأسلم، وهكذا كان تعدد اللغات بين شعوب العالم من المشكلات التي تواجه الدعاة والمبلغين، وتقف عقبة في طريقهم. ..
|