|
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد: فقد اُعدت هذه الوثيقة بياناً للموقف الشرعي تجاه قضية من قضايا العصر، ألا وهي قضية المرأة وحقوقها في المجتمع المسلم لا سيما في زمن هذه الجولة التغريبية المعاصرة، ونصحاً للأمة من أن تفتن في دينها، وبياناً لرحمة الله بالناس أجمعين، حيث شرع لهم هذه الشريعة الكاملة الصالحة لكل زمان ومكان. ..
إن من أعظم النعم التي كرم اللَّه بها عباده المؤمنين أن شرع الله لهم شريعة قويمة وملة حنيفية، تنظم الإنسان والكون والحياة، تخاطب القلب والعقل والروح، وتحقق رغبات البدن دون تمادي إلى شهوانية حيوانية، أو دون حرمان الرهبانية كما تمارسه النصرانية والنيرفا الهندوكية، وهذا الدين هو دين الفطرة، قال تعالى: (( فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ )) (الروم: 30) . ..
أتعجب كثيراً وأقف في حيرة الحليم ... ، حينما أرى هذه الصورة المؤرقة المحزنة ، التي تترى على أبصارنا كثيراً كثيراً ، وتملأ القلوب بعاصفة مزلزلة من الفتن والشهوات واللذات المحرمة ، إنها الصور المتبرجة والعارية الفاضحة على صفحات العالم من المجلات والدوريات والجرائد وصفحات الشبكة العنكبوتية (Internet)، فضلاً عن الشوارع والسينما والشاشات والفضائيات وكذلك الإعلانات المخزية للسلع والمنتجات وغالب المطعومات والمشروبات. ..
|