- المقالات
- الصور
- الأصوات
- المقاطع الصوتية
- المرئيات
- المواقع
ساهم معنا
|
اربط موقعك معنا
|
مواقع صديقة
|
من نحن
الحديث الشريف
شرح الأربعين النووية
جوامع الكلم النبوي
تدوين السنة وعلوم الحديث
توجيهات ووصايا نبوية
سنن نبوية مهجورة
القرآن الكريم
موسوعة تفاسير القرآن الكريم
تسجيلات القرآن الكريم
اقرأ القرآن بالقراءات العشر
أسباب النزول
التناسب بين الآيات والسور
آيات ظاهرها التعارض
ترجمة القرآن الكريم
قراءات القرآن
القرآن وعلومه
التفسير
الإعجاز العلمي
السيرة النبوية
التاريخ و القصص فى السيرة النبوية
شبهات حول السيرة
العقيدة الإسلامية
أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة
التوحيد وأنواعه
الشرك وأنواعه
تربية الأبناء
التربية الاجتماعية
التربية الإيمانية
التربية العبادية
التربية الأخلاقية
التربية النفسية
التربية العلمية
التربية السلبية
أعظم انسان
اعرف نبيك
إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم
الرقية الشرعية
التربية والأسرة المسلمة
قضايا الزواج والعلاقات الأسرية
تربية الأبناء في الإسلام
قضايا المرأة المسلمة
تربية النفس
زوج ... وزوجة
أب:: أم
تحرير .. أم تغرير
الأسرة اليوم
صحة الأسرة
معاً .... نربي و نعلم
قضايا الشباب
واحة الأخوات
المرآة فى رمضان-- مختارات رمضانية
قصص نسائية
مسائل فقهية
فتاوى نسائية
مكانة المرأة
حجاب المرأة المسلمة
المرأة الداعية
حكم الإختلاط
الفتاة و الإنترنت
أهذا هو الحب ؟!
شبهات وردو
استشارات أسرية
مفاسد قيادة المرأة للسيارة
المرأة العاملة
فتاوي نسائية
الآداب والأخلاق
الأدب مع الله وكتابه ورسوله
محبة النبي صلى الله عليه وسلم
المناهج الدراسية
الأدب مع الآخرين
آداب عامة
مساوئ الأخلاق
العلاقة بين الجنسين
طلب العلم
محاسن الإخلاق
البيت السعيد
كيفَ تُسْعِد زوجَتَك
كيفَ تُسْعِدين زوجِك
الواقع المعاصر
قضايا إسلامية معاصرة
أخلاق إسلامية
أحداث عالمية وقضايا سياسية
وسائل التكنولوجيا الحديثة
مقالات لموضوعات متنوعة
مركز تاج الوقار لحفظ القرآن الكريم و تفسيرة
قسم الفتاوي
قصص مؤثرة
الفقه وأصوله
فقه العبادات
فقه الزواج والطلاق
فقه الفرائض والوصايا
فقه الأطعمة والأشربة
فقه الملبس والزينة والترفيه
فقه الجنايات والحدود
فقة الصلاة
الحديث وعلومه
شرح الأحاديث وبيان فقهها
مصطلح الحديث وعلومه
الملل والنحل والفرق والمذاهب
الفرق والجماعات الإسلامية
مذاهب فكرية معاصرة
الولاء والبراء
مذاهب باطلة
اليهودية و النصرانية
فقه المعاملات
السياسة الشرعية
أحكام الغسل والتكفين والجنائز
فقه الجهاد
أحكام النساء
الدعوة إلى الله
دعوة المسلمين
دعوة غير المسلمين
الأدب مع الوالدين
الدعاة ووسائل الدعوة
الحث على الطاعات
النهي عن البدع والمنكرات
الزهد والرقائق
الذكر والدعاء
أشراط الساعة
الموت وما بعده
الدار الآخرة
التقوى وحب الله
التوبة
تزكية النفس
أعمال القلوب
الطريق إلى الله
التاريخ والقصص
قصص الأنبياء
أخبار السلف الصالح
التاريخ الإسلامي
قصص الأمم السابقة
قصص الصحابة
تراجم العلماء
موسميات
شهر شعبان
الحج والعمرة
شهر رمضان
رمضان شهر التغيير
يوم فى رمضان
أحكام صلاة القيام
أحكام الاعتكاف
ليلة القدر
العشر الأواخر
عيد الفطر
شهر شوال
شهر ذي الحجة
أحكام الأضحية
عيد الأضحي المبارك
شهر محرم
لأصحاب المواقع و المنتديات الإسلامية
قسم الحملات الدعوية
أناشيد مرئية
مواعظ مرئية
أروع القصص للشيخ نبيل العوضي
حصار غزة
فلاشات
الواقع المعاصر
أحداث عالمية وقضايا سياسية
قبسات
الشيخ محمد بن عبد الرحمن العريفي
فواصل دعوية
سلسلة كيف تتعامل مع الله للشيخ مشاري الخراز
محاضرات ومواعظ
مقتطفات صوتية مؤثرة
النشيد الجهادي
الأناشيد
بطاقات دعوية
بطاقات دعوية متحركة
فضائل السور
حتى تكون أسعدالناس
قضايا إسلامية
رجال دعوة و جهاد
مدن فلسطين المحتلة
انطلاقة الحركة الإسلامية 25
إنطلاقة الحركة الإسلامية 27
غزة أرض العزة
بر الوالدين
الأذكار
خلفيات اسلامية
بطاقات جهادية
المسجد الأقصى
عظماء خلف القضبان
واحة الأخت المسلمة
موسميات
شعبان
استقبال رمضان
رمضانيات
محرم
شهر ذي الحجة
سهام الخير
بطاقات المعايدة
حكم ومنوعات
ركن المعرفة :
من السنن المهجورة إخبار المرء أخاه بأنه يحبه في الله
من السنن المهجورة الوضوء عند النوم
خيركم أحسنكم قضاء
دعاء من استيقظ من الليل
كثرة الدعاء في السجود
استحباب البدء بالمسجد للقادم من سفر
ركن الصور :
سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم
المولد النبوي
التوبة
وصية الخليل
كل معروف صدقة
سبحان الله وبحمده
ركن الصوتيات :
الشيخ نبيل بن على العوضى - المتسامح ...رابح
الشيخ نبيل بن على العوضى - قصة زوجة فرعون
الشيخ نبيل بن على العوضى - قصة قارون
الشيخ نبيل بن على العوضى - وليس الذكر كالانثى
الشيخ نبيل بن على العوضى - مكر اليهود
الشيخ ناصر بن محمد الأحمد - سنة المدافعة
ركن المرئيات :
زود رزقك أضعاااف واكسب رحمة ربنا
حاجة تعملها قبل ما تنام تحفظك في نومك وبعد صحيانك وتخلي نهارك كله خير
حاجات لو عملتها في العشر الأواخر هتبقى إنسان تاني | أمير منير
رجل أراد أن يصعد إلى السماء ليشاهد الله .. انظر كيف فعل الله به
جدال بين مؤمن وكافر ، أنزل الله هذه الآيات ليحكم بينهم
لا تقدموا بين يدي الله ورسوله !
القائمة الرئيسية
::مملكة فتيات الإسلام الصوتية::
:::: القرآن الكريم ::::
::: الرقية الشرعية :::
:::محبة النبي :::
ساهم معنا
::: الحملات الدعوية:::
الإستفتاء والتصويت
البث الإذاعي
النشرة البريدية
الإسم
البريد الإلكتروني
الغاء الاشتراك
إستفتاء
هل تهتم بقضايا المسلمين ؟؟
نعم
[ 1128 ] ( 49% )
لا
[ 556 ] ( 24% )
لا أدري
[ 602 ] ( 26% )
إجمالي الأصوت: 2286
يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
شبكة المرابط الاسلامية -
- الثلاثاء 29 / 10 / 2013 - 10:59 مساءً
يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
الخطبة الأولى:
أَمَّا بَعدُ:
فَأُوصِيكُم أَيُّهَا النَّاسُ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ عز وجل: {
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللهَ يَجعَلْ لَكُم فُرقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُم سَيِّئَاتِكُم وَيَغفِرْ لَكُم وَاللهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِ
} [الأنفال: 29].
أَيَّهَا المُسلِمُونَ: مَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيرٍ مَا تَنَاصَحَوا، وَمَتى رَأَيتَ كُلاًّ مِنهُم مُهَتَمًّا بِشَأنِ الآخَرِ، حَرِيصًا عَلَى إِيصَالِ الخَيرِ إِلَيهِ وَكَفِّ الشَّرِّ عَنهُ، فَاعلَمْ أَنَّ جَذوَةَ الإِيمَانِ مَا زَالَت مُتَّقِدَةً في القُلُوبِ، وَأَنَّ نُورَ الهُدَى مَا زَالَ مُشِعًّا بَينَ الجَوَانِحِ، وَأَنَّ المُجتَمَعَ مَا زَالَ حَصِينًا مِنَ الفِتَنِ مُمتَنِعًا مِنَ الشُّرُورِ، وَإِذَا مَا رَأَيتَ هُوًى مُتَّبَعًا وَشُحًّا مُطَاعًا، وَإِعجَابَ كُلِّ ذِي رَأيٍ بِرَأيِهِ، فَاعلَمْ أَنَّ أَمرَ الدِّينِ قَد رَقَّ وَضَعُفَ، وَأَنَّ الإِيمَانَ في القُلُوبِ قَد هَزُلَ وَخَلِقَ، وَأَنَّ السُّورَ قَد هُدِمَ وَالعَدُوَّ قَدِ استَولى، وَلَيسَ بَعدَ ذَلِكَ إلا انعِقَادُ سَحَائِبِ الفِتَنِ وَالعُقُوبَاتِ في السَّمَاءِ، ثم نُزُولُهَا وَغَرقُ المُجتَمَعَاتِ في وَحلِهَا، وَإِنَّمَا مَيِّتُ الأَحيَاءِ، مَن لا يَفرَحُ بِظُهُورِ مَعرُوفٍ وَلا يَسعَدُ بِاندِحَارِ مُنكَرٍ.
أَلا وَإِنَّ مِن قَوَاعِدِ الدِّينِ العَظِيمَةِ وَأُسُسِهِ المَتِينَةِ، وَأَرسَخِ أَقطَابِهِ وَأَثبَتِ أَعمِدَتِهِ، وَأَشَدِّ مَا يُقَوِّي أَركَانَهُ وَيُعلِي بُنيَانَهُ، الأَمرَ بِالمَعرُوفِ إِذَا ظَهَرَ تَركُهُ، وَالنَّهيَ عَنِ المُنكَرِ إِذَا ظَهَرَ فِعلُهُ، وَالسَّعيَ في رَتقِ كُلِّ فَتقٍ وَسَدِّ كُلِّ خَلَلٍ، وَالحِرصَ عَلَى إِصلاحِ النَّاسِ وَهِدَايَتِهِم، وَالحَيلُولَةَ بَينَهُم وَبَينَ أَسبَابِ الغِوَايَةِ، وَصَدَّهُم عَن سُبُلِ الضَّلالَةِ؛ ذَلِكُم أَنَّ رَبَّكُم تبارك وتعالى قَد بَعَثَ الرُّسُلَ وَأَنزَلَ الكُتُبَ، وَشَرَعَ الشَّرَائِعَ وَأَقَامَ سُوقَ الجِهَادِ، لِيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ للهِ، وَلِتَكُونَ كَلِمَتُهُ سبحانه هِيَ العُليَا، وَلِيَسِيرَ النَّاسُ عَلَى مَا أَرَادَهُ جل وعلا مِن خَلقِهِم حَيثُ قَالَ: {
وَمَا خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعبُدُونِ
} [الذاريات: 56].
وَهُوَ مَا لا يُمكِنُ أَن يَقُومَ وَيَظهَرَ وَيَقوَى وَيَستَمِرَّ، إِلاَّ بِوُجُودِ أَمُّةٍ خَيِّرَةٍ وَجَمَاعَةٍ مُبَارَكَةٍ، تَأمُرُ بِالمَعرُوفِ وَتَرفَعُهُ، وَتَنهَى عَنِ المُنكَرِ وَتَدفَعُهُ، سَالِكَةً لِذَلِكَ الهَدَفِ النَّبِيلِ كُلَّ سَبِيلٍ، وَلَو أَن تُقَاتِلَ عَلَيهِ وَتُذهِبَ الأَروَاحَ لأَجلِهِ، قَالَ سبحانه: {
وَلْتَكُنْ مِنكُم أُمَّةٌ يَدعُونَ إِلى الخَيرِ وَيَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ
} [آل عمران: 104]، وَقَالَ جل وعلا: {
لا خَيرَ في كَثِيرٍ مِن نَجوَاهُم إِلا مَن أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَو مَعرُوفٍ أَو إِصلاحٍ بَينَ النَّاسِ
} [النساء: 114]، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «
مَن رَأَى مِنكُم مُنكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِن لم يَستَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِن لم يَستَطِعْ فَبِقَلبِهِ، وَذَلِكَ أَضعَفُ الإِيمَانِ
» (أَخرَجَهُ مُسلِمٌ وَغَيرُهُ).
وَقَد رَبَطَ سبحانه خَيرِيَّةَ هَذِهِ الأُمَّةِ بِقِيَامِهَا بِالأَمرِ بِالمَعرُوفِ وَالنَّهيِ عَنِ المُنكَرِ، وَبَيَّن أَنَّهُ مِن أَخَصِّ صِفَاتِ المُؤمِنِينَ وَمُوجِبَاتِ رَحمَتِهِ لَهُم وَرِضَاهُ عَنهُم، قَالَ تعالى: {
كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنُونَ بِاللهِ
} [آل عمران: 110]. وَقَالَ سبحانه: {
وَالمُؤمِنُونَ وَالمُؤمِنَاتُ بَعضُهُم أَولِيَاءُ بَعضٍ يَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيرحمهم الله إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ . وَعَدَ اللهُ المُؤمِنِينَ وَالمُؤمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجرِي مِن تَحتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً في جَنَّاتِ عَدنٍ وَرِضوَانٌ مِنَ اللهِ أَكبَرُ ذَلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ
} [التوبة: 71، 72].
كَمَا أَخبَرَ سبحانه أَنَّ التَّمكِينَ في الأَرضِ لا يَكُونُ إِلاَّ لِلآمِرِينَ بِالمَعرُوفِ وَالنَّاهِينَ عَنِ المُنكَرِ، وَأَنَّهُ إِنَّمَا أَهلَكَ القُرُونَ المَاضِيَةَ بِتَركِهِم لِهَذِهِ الشَّعِيرَةِ، فَقَالَ: {
الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُم في الأَرضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالمَعرُوفِ وَنَهَوا عَنِ المُنكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ
} [الحج: 41]، وَقَالَ سبحانه: {
فَلَولَا كَانَ مِنَ القُرُونِ مِن قَبلِكُم أُولُو بَقِيَّةٍ يَنهَونَ عَنِ الفَسَادِ في الأَرضِ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّن أَنجَينَا مِنهُم وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُترِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجرِمِينَ
} [هود: 116].
وَحِينَ أَحَلَّ بِعَدلِهِ العَذَابَ بِقَومٍ مِمَّن كَانَ قَبلَنَا، أَخبَرَ أَنَّ الأَمرَ بِالمَعرُوفِ وَالنَّهيَ عَنِ المُنكَرِ كَانَ سَبَبًا لِنَجَاةِ مَن نَجَا مِنهُم، قَالَ تعالى: {
فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَينَا الَّذِينَ يَنهَونَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بما كَانُوا يَفسُقُونَ
} [الأعراف: 165]. وَحِينَ شَهِدَ تعالى لِقَومٍ مِن أَهلِ الكِتَابِ بِالصَّلاحِ، بَيَّنَ أَنَّ ذَلِكَ بِإِيمَانِهِم بِهِ وَبِاليَومِ الآخِرِ، وَأَمرِهِم بِالمَعرُوفِ وَنَهِيِهِم عَنِ المُنكَرِ، قَالَ عز وجل: {
لَيسُوا سَوَاءً مِن أَهلِ الكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتلُونَ آيَاتِ اللهِ آنَاءَ اللَّيلِ وَهُم يَسجُدُون . يُؤمِنُونَ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَيَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ في الخَيرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ
} [آل عمران: 113، 114]. وَأَمَّا الَّذِينَ لَعَنَهُم وَسَخِطَ عَلَيهِم وَطَرَدَهُم مِن رَحمَتِهِ، فَقَد وَصَمَهُم بِتَركِهِمُ الأَمرَ بِالمَعرُوفِ وَالنَّهيَ عَنِ المُنكَرِ، قَالَ تعالى: {
لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَني إِسرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابنِ مَريَمَ ذَلِكَ بما عَصَوا وَكَانُوا يَعتَدُونَ . كَانُوا لَا يَتَنَاهَونَ عَن مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئسَ مَا كَانُوا يَفعَلُونَ
} [المائدة: 78، 79].
أَيُّهَا المُسلِمُونَ: إِنَّ كُلَّ مَا يُحِبُّهُ اللهُ تعالى وَيَرضَاهُ، مِنَ الأَقوَالِ وَالأَعمَالِ الظَّاهِرَةِ وَالبَاطِنَةِ، فَهُوَ دَاخِلٌ في المَعرُوفِ الَّذِي يُؤمَرُ بِهِ، وَكُلَّ مَا يُبغِضُهُ عز وجل وَلا يَرضَاهُ مِنَ الأَقوَالِ وَالأَعمَالِ الظَّاهِرَةِ وَالبَاطِنَةِ، فَهُوَ مِنَ المُنكَرِ الَّذِي يُشرَعُ النَّهيُ عَنهُ، وَمِن أَجلِ قِيَامِ المَعرُوفِ وَإِظهَارِهِ، وَزَوَالِ المُنكَرِ وَاندِحَارِهِ، جُعِلَتِ الوِلايَاتُ في الإِسلامِ، سَوَاءٌ مِنهَا الوِلايَةُ الكُبرَى كَالرِّئَاسَةِ وَالسَّلطَنَةِ، أَوِ الصُّغرَى كَالشُّرطَةِ وَوِلايَةِ الحُكمِ أَو وِلايَةِ المَالِ أَو غَيرِهَا، وَإِنَّهُ لَو طُوِيَ بِسَاطُ الأَمرِ بِالمَعرُوفِ وَالنَّهيِ عَنِ المُنكَرِ، وَأُهمِلَ عَمَلُهُ وَتُرِكَ عِلمُهُ؛ لَتَعَطَّلَتِ النُّبُوَّةُ وَاضمَحَلَّتِ الدِّيَانَةُ، وَلَعَمَّتِ الفَترَةُ وَشَاعَتِ الجَهَالَةُ، وَلَنُسِيَتِ الصَّلاةُ وَانتَشَرَ الفَسَادَ، وَلاتَّسَعَ الخَرقُ وَخَرِبَتِ البِلادُ وَهَلَكَ العِبَادُ، وَإِنَّهُ لَمَّا كَانَ في عَصرِنَا مِن هَذَا مَا كَانَ في كَثِيرٍ مِنَ البُلدَانِ، وَعُطِّلَت شَعِيرَةُ الأَمرِ بِالمَعرُوفِ وَالنَّهيِ عَنِ المُنكَرِ، وَحُورِبَ المُحتَسِبُونَ وَضُيِّقَ عَلَيهِم، وَاستَولَت عَلَى القُلُوبِ مُدَاهَنَةُ الخَلقِ وَخَلَت مِن مُرَاقَبَةِ الخَالِقِ، وَقَلَّ مَن لا تَأخُذُهُ في اللهِ لَومَةُ لائِمٍ أَوِ اختَفَى، إِذْ ذَاكَ استَرسَلَ النَّاسُ في الشَّهَوَاتِ كَالبَهَائِمِ، وَرَتَعُوا في الفَسَادِ كَالحَيَوَانِ، وَلَم يَرعَوا لِغَيرِهِم حُرمَةً وَلم يَحفَظُوا ذِمَّةً، فَاختَلَّ لَدَيهِمُ الأَمنُ وَحَلَّ بِهِمُ الخَوفُ، وَانتَشَرَ فِيهِمُ الزِّنَا وَعَمَّ الخَنَا، وَتَقَطَّعَتِ العِلاقَاتُ الأُسرِيَّةُ وَتَصَرَّمَتِ الأَوَاصِرُ الاجتِمَاعِيَّةُ، وَفَشَتِ الأَمرَاضُ المُهلِكَةُ وَشَاعَتِ الأَوجَاعُ المُمِيتَةُ، وَخَيَّمَ الشَّقَاءُ وَرَحَلَتِ السَّعَادَةُ، وَغَلَتِ الأَسعَارُ وَارتَفَعَت، وَقَلَّتِ البَرَكَاتُ أَو نُزِعَت، وَأَصبَحَ النَّاسُ في مِثلِ الغَابَةِ، يَأكُلُ القَوِيُّ مِنهُم الضَّعِيفَ، وَيَعتَدِي القَادِرُ عَلَى العَاجِزِ، وَلا يَستَطِيعُ أَحَدُهُم أَن يَحمِيَ نَفسَهُ الحِمَايَةَ التَّامَّةَ، فَضلاً عَنِ المُدَافَعَةِ عَن حَقِّ غَيرِهِ، فَكَرِهَ بَعضُهُم لِذَلِكَ بَعضًا، وَحُرِمُوا الاتِّفَاقُ وَالائتِلافُ، وَبُلُوا بِالتَّفَرُّقِ وَالاختِلافِ، وَصَارَ هُمُّ كُلِّ وَاحِدٍ مِنهُم العَمَلَ عَلَى الإِيقَاعِ بِالآخِرِ.
أَلا فَاتَّقُوا اللهَ أَيُّهَا المُسلِمُونَ وَتَمَسَّكُوا بِمَصدَرِ عِزِّكُم وَمَنبَعِ كَرَامَتِكُم، وَعَضُّوا بِالنَّوَاجِذِ عَلَى دِينِكُم، وَمُرُوا بِالمَعرُوفِ جُهدَكُم، وَانهَوا عَنِ المُنكَرِ طَاقَتَكُم، فَإِنَّكُم عَلَى ذَلِكَ اجتَمَعتُم، وَبِهِ انتَظَمَ شَملُكُم في هَذِهِ البِلادِ وَائتَلَفتُم، وَاحذَرُوا فِعلَ المُنَافِقِينَ الَّذِينَ نَسُوا رَبَّهُم، فَجَعَلُوا يَأمُرُونَ بِالمُنكَرِ وَيَنهَونَ عَنِ المَعرُوفِ وَيَقبِضُونَ عَنِ الخَيرِ أَيدِيَهُم، وَيَمُدُّونَ في الشَّرِّ أَلسِنَتَهُم وَيُجهِدُونَ في دَعمِهِ أَقلامَهُم، وَيُنفِقُونَ أَموَالَهُم لِلصَّدِّ عَن سَبِيلِ اللهِ، وَيَصرِفُونَ أَوقَاتَهُم لإِغوَاءِ عِبَادِ اللهِ، زَاعِمِينَ أَنَّهُم بِذَلِكَ مُصلِحُونَ، وَهُم المُفسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشعُرُونَ.
أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ: {
إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الفَاحِشَةُ في الَّذِينَ آمَنُوا لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ وَاللهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لا تَعلَمُونَ . وَلَولا فَضلُ اللهِ عَلَيكُم وَرَحمَتُهُ وَأَنَّ اللهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيطَانِ فَإِنَّهُ يَأمُرُ بِالفَحشَاءِ وَالمُنكَرِ وَلَولا فَضلُ اللهِ عَلَيكُم وَرَحمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مِن أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
} [النور: 19- 21].
الخطبة الثانية:
أَمَّا بَعدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ تعالى حَقَّ التَّقوَى، وَتَمَسَّكُوا مِنَ الإِسلامِ بِالعُروَةِ الوُثقَى، وَاحذَرُوا مَا يُسخِطُ رَبَّكُم جل وعلا.
أَيُّهَا المُسلِمُونَ: تَبذُلُ الدُّوَلُ لِحِفظِ أَمنِهَا الأَموَالَ الطَّائِلَةَ، وَتُكَرِّسُ لِذَلِكَ الجُهُودَ الكَبِيرَةَ، وَتَسُنُّ من أَجلِهِ القَوَانِينَ وَالأَنظِمَةَ، وَتُوَظِّفُ الرِّجَالَ وَتُعِدُّ العَتَادَ، وَلَكِنَّهُم يَغفُلُونَ كَثِيرًا أَو يَتَغَافَلُونَ، عَن أَنَّهُ لا أَمنَ بِلا إِيمَانٍ، ولا استِقرَارَ بِلا هِدَايَةٍ مِنَ الرَّحمَنِ، وَأَنَّهُ لا يُدفَعُ الشَّرُّ وَيُدحَرُ البَاطِلُ بِمِثلِ نَشرِ الخَيرِ وَإِعلانِ الحَقِّ، قَالَ سبحانه: {
الَّذِينَ آمَنُوا وَلم يَلبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمنُ وَهُم مُهتَدُونَ
} [الأنعام: 82]. وَقَالَ عز وجل: {
وَلَولا دَفعُ اللهِ النَّاسَ بَعضَهُم بِبَعضٍ لَفَسَدَتِ الأَرضُ
} [البقرة: 251]. وَقَالَ تعالى: {
وَلَولا دَفعُ اللهِ النَّاسَ بَعضَهُم بِبَعضٍ لَهُدِّمَت صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذكَرُ فِيهَا اسمُ اللهِ كَثِيرًا
} [الحج: 40]. وقال عز وجل: {
وَقُلْ جَاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ البَاطِلُ إِنَّ البَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا
} [الإسراء: 81].
وَإِنَّ تَجرِبَةَ هَذِهِ البِلادِ مَعَ هَيئَةِ الأَمرِ بِالمَعرُوفِ وَالنَّهيِ عَنِ المُنكَرِ، لَخَيرُ دَلِيلٍ وَأَكبَرُ بُرهَانٍ، عَلَى أَنَّ اللهَ يَزَعُ بِإِقَامَةِ هَذِهِ الشَّعِيرَةِ شُرُورًا كَثِيرَةً، وَيَدفَعُ بها أَضرَارًا وَيَرفَعُ أَخطَارًا، وَأَنَّهَا دِرعٌ وَاقٍ مِن كَثِيرٍ مِنَ الشُّرُورِ وَالفِتَنِ، وَسِيَاجٌ مَانِعٌ مِن جُملَةٍ مِنَ الرَّزَايَا وَالمِحَنِ، فَكَم حُفِظَ بِجُهُودِ رِجَالِ الحِسبَةِ مِن عِرضٍ وَعُظِّمَت مِن حُرمَةٍ! وَكم فُضِحَ مِن مُجرِمٍ وَأُوقِعَ بِمُتَرَبِّصٍ! وَكَم أُقِيمَ مِن شَعِيرَةٍ وَأُمِيتَ مِن بِدعَةٍ!
وَمَهمَا صَاحَ أَصحَابُ الهَوَى وَضَج عَبِيدُ الشَّهَوَاتِ غَيظًا مِن هَذِهِ المُؤَسَّسَةِ المُبَارَكَةِ، أَوِ زَعَمُوا أَنَّهَا مِن مُبتَدَعَاتِ هَذَا العَصرِ أَوِ انتَقَدُوا رِجَالَهَا وَذَمُّوهُم، أَو حَاوَلُوا نَزعَ ثِقَةِ النَّاسِ فِيهِم وَإِقنَاعَهُم أَنَّ عَمَلَهُم تَدَخُّلٌ فِيمَا لا يَعني أَو تَقيِيدٌ لِلحُرِّيَّةِ، فَإِنَّ الشَّوَاهِدَ مِنَ السُّنَنِ النَّبَوِيَّةِ وَالآثَارِ المَروِيَّةِ، تُبَيِّنُ أَنَّ الإِمَامَ الأَعظَمَ وَالقَائِدَ الأَوَّلَ عليه الصلاة والسلام كَانَ يَحتَسِبُ بِنَفسِهِ، وَكَذَلِكَ فَعَلَ خُلَفَاؤُهُ مِن بَعدِهِ، وَمَا زَالَ العُلَمَاءُ وَالعُقَلاءُ وَالفُضَلاءُ، يَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ، وَيَنصَحُونَ لِلنَّاسِ وَيُوَجِّهُونَهُم لِمَا يُصلِحُ شَأنَهُم، وَأَمَّا عَبِيدُ الشَّهَوَاتِ وَالمُنَافِقُون، فَإِنَّمَا يُرِيدُونَ أَن يَنفَرِطَ عِقدُ المُجتَمَعِ وَتَشِيعَ فِيهِ الفَوَاحِشُ، لِيَقضُوا شَهَوَاتِهِم الحَيَوَانِيَّةَ وَيُشبِعُوا رَغَبَاتِهِم البَهِيمِيَّةَ: {
وَاللهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيكُم وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيلاً عَظِيمًا . يُرِيدُ اللهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُم وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا
} [النساء: 27، 28].
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَكُونُوا مِمَّن يَأمُرُ بِالمَعرُوفِ وَيُحِبُّهُ وَيَفرَحُ بِهِ، وَاعتَزُّوا بِأَهلِهِ وَاحفَظُوا أَعرَاضَهُم، وَإِيَّاكُم أَن تَكُونُوا مِمَّن يَهَشُّ لِلمُنكَرِ وَيَكرَهُ النَّاصِحِينَ، فَإِنَّ قَومًا هَدَاهُمُ الله فَاستَحَبُّوا العَمَى عَلَى الهُدَى، وَخَالَفُوا نَبِيَّهُم وَأَطَاعُوا أَمرَ المُسرِفِينَ. الَّذِينَ يُفسِدُونَ في الأَرضِ وَلَا يُصلِحُونَ: {
فَأَخَذَتهُمُ الرَّجفَةُ فَأَصبَحُوا في دَارِهِم جَاثِمِينَ . فَتَوَلَّى عَنهُم وَقَالَ يَا قَومِ لَقَد أَبلَغتُكُم رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحتُ لَكُم وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ
} [الأعراف: 78، 79].
عبد الله بن محمد البصري
.................................
المصدر: موقع المختار الإسلامي
زيارات
تعليقات
تقييمات : [1]
#
#
Tweet
Link :
عرض الردود