|
|
شبكة المرابط الاسلامية - ماهر جعوان - الثلاثاء 30 / 06 / 2015 - 02:09 مساءً |
|
القلــــب الرقيـــــق بقلم/ ماهر إبراهيم جعوان قرأت عنواناً طريفاً عن أن بعض خبراء الكمبيوترصمموا كمبيوتر يستطيع معرفة حال مستخدمه من حيث الشعور بالألم والفرح أو السعادة والشقاء أو الرضى والغضب، فتأثرت حقيقة بحال البشر الذي لا يبالى بغيره ولا يستشعر فرحهم أو حزنهم، غناهم أو فقرهم، سعادتهم أو شقاءهم استغربت كثيراأمام بشر لا تؤثر في قلوبهم رؤية سفك الدماء الطاهرة الزكية ولا مناظر حرق الجثث وتجريفها بالجرافات، ولا رؤيتهم لبيوت الله تنتهك حرمتها ولا تهتز لإهدار حقوق الإنسان.قلوب لا تؤثرفيها آهات الثكالى ولا دموع اليتامى ولا أنات الأرامل ولا عذابات المظلومين قلوب تفرق بيندماء الأبرياء من الجنود ومن المدنين رغم أنها جميعا سواء في الحُرمةيقول ﷺ:(مثل المؤمنين فيتوادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) (مسلم).قلوب تسكت علىالظلم والطغيان، وتصمت على تلفيق الاتهامات للأبرياء.قلوب لا تنفطرعلى حال وطن سليب تُسرَق حريته وإرادته ومستقبل أبنائه ويتحكم فيه أعداؤه.والأصل أنالإحساس بالآخر نعمة عظيمة يرفع صاحبه لأعلى درجات المؤمنين.فمن فقد الإحساسبغيره فقد جزءًا من الإيمان وأخمد جذوته في قلبهقال ﷺ: (خاب عبد وخسر، من لميجعل الله تعالى في قلبه رحمة للبشر) (صحيح الجامع الصغير)ديننا هو الذيأدخل امرأة النار في هرة حبستها، وأدخل رجلاً الجنة سقى كلباً.هو دين الرحمة،جاء به نبي الرحمة من رب يرحم من عباده الرحماءوصاحب القلبالرحيم الرقيق من أهل الجنة قال ﷺ: (وأهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رقيق القلبلكل ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال) (مسلم).فلين القلوبورقتها من ديننا ومنهجنا وتكويننا الثقافي والحضاريوقد حذرنا ﷺ من قسوة القلب فقال: (منلا يَرحم لا يُرحم) (السلسلة الصحيحة)وقال ﷺ لمن لا يُقبِّل ولده ولا يرحمه: (أوَ أملِكُ لك أن نزَعَ اللهُ من قلبِك الرحمة) (البخاري)فيا صاحب القلب الرقيق،أبشر بالأمن والإيمان ورحمة الرحمن والوعد بالجنان وصحبة الحبيب العدنان، ولا تبخل بطلاقة وجهك وابتسامتك الحانية واللمسة الرقيقة الدالة على المحبةرغم الحزن والجرح والألم، رغم الظلم والطغيان، والسجن والسجان، رغمالشهداء والمعتقلين والمصابين والمفقودين، رغم تآمر المتآمرين وخيانة الخائنين،رغم الانقلابوالانقلابيين فقد كان ﷺ بسَّام المحيى (تبسمكفي وجه أخيك صدقة) (البخاري) وانظر إلى وصيتهﷺ لرقة القلب ولين الجانب:(أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح على رأسه وأطعمه من طعامكيلن قلبك وتدرك حاجتك) (السلسلة الصحيحة)فتعاهد قلبك وأصلحه طلبا للسلامة فهو الموصللطريق الله المستقيم،وبه النجاة في الدنيا والآخرةيقول ﷺ: (ألا وإن في الجسدِمضغَةً: إذا صلَحَتْ صلَح الجسدُ كلُّه، وإذا فسَدَتْ فسَد الجسدُ كلُّه، ألا وهى القلبُ) (البخاري).
|
|
|
عرض الردود
|