|
|
شبكة المرابط الاسلامية - ماهر جعوان - الإثنين 14 / 09 / 2015 - 07:04 مساءً |
|
حزب الشذوذ الفكري بقلم/ ماهر إبراهيم جعوان يقول الشيخ مصطفى السباعي رحمه الله: (من ادَّعى العلم وهو يمالئ الفاسدين فهو تاجر، ومن ادعى الإصلاحوهو يتقرَّب إلى الظالمين فهو فاجر، ومن ادَّعى التقوى وهو يجري وراء الدنيا فهو دجَّال، ومن ادَّعى الوطنية وهو يفرِّق الصفوف فهو خائن، ومن ادَّعى الحكمة وهو منحرف فهو سفيه، ومن ادَّعى البطولة وهو عبد لأهوائه فهو رعديد. ومن ادَّعى الزعامة وهو حقود فهو مقود، ومن ادَّعى التحرُّر وهو ملحد فهو مخرِّب، ومن ادَّعى الهدى وهو مخالف للكتاب والسنة فهو ضال، ومن ادَّعى الإرشاد وهو مخالف لهدي الرسول ﷺ فهو جاهل أو محتال).وفاعل ذلك هو المعني تماما بحزب الشذوذ الفكريفليس له هوية، ولا مبدأ واضح، ولا مرجعيةثابتة ولا عقيدة فكرية راسخة يدعوا لها ويسعى لنشرها أو الدافع عنها، مائع فكريا غيرمتسق مع ذاته، متلون على كل وجه، يدعوا لشيءويأتي آخر. ميكافيليةالتفكير عنده الغاية تبرر الوسيلة، فإسلامي مع الإسلاميين، علماني مع العلمانيين، كاذبمن الكاذبين، فاسد مع الفاسدين، حاقد مع الحاقدين، جبان مع الجبناء، خائن مع الخائنين، وإمعة يسير مع الركب أينما كان، يجري معكل ريح.لا يراعي ثوابت ولا أسس ولا خصائص ولا مراحل ولاأولويات.فاجر في الخصومة إذا ماكان الخصم ضعيفا أو مبتلى، وخانع ذليل مطأطأ الرأس إذا ما كان الخصم جبارا فاسقا ممسكا بالعصا والجزرة، فيجاريه في باطله ولا يتصدى له. يقيم الدنيا ولا يقعدهالترهات وقضايا وهمية ومعارك جانبية للانشغال عن واجب الوقت،حتى لو أتت بنتائج عكسيةتهدم ما يدعوا هو له، فيناصر الظالم ويزعم أنه يريد العدل، يدعم القاتل ويدعي حقنالدماء، يوالي أعداء الله ويدعي الولاء والبراء، يساند أهل الفسق والفجور ويدعي الفضيلة، يناصر صاحب الكبيرة ليسقط صاحب الصغيرة، يتبع الزلات بحجة نصرة الحق ولا يهتم بالعواقب ولو أتت بأم الكبائر، ولو أسفرت عن تقطيع ما أراد الله له أن يُوصل، لا يرضى الفسادويضع يده في يد الفسدة.يسلك مسلك المنافقين ويدعيالإيمان، ينكر على بن سلول ويأتي بأفعاله، يُمجد في الإمام أحمد بن حنبل صموده، وثباته، ولا ينتهج نهجه، ولا يسير سيره، ولا يقف موقفه،ولا يسلك طريقه مخافة أن يلبس في الحائط. ويا ليته يأخذ بالرخصة، ويعتزل الفتنة، ويلزم حلث بيته، ويبكي على خطيئته،وليسعه بيته، ويواري عجزه، بل العجيب أنه ينكر على من يأخذ بالعزيمة ويصدع بكلمة الحق عند سلطان جائر، ويرضى لنفسه أكل الميتة. سائر خلف الظالمين بلا هوادة، يسرع الخطى في طريق الزور، كل يوم في حال،منبطح إلى منتهاه، عاري السوءة حتى من ورقة التوت، يأكل على كل الموائد حتى بثديه، راقص على السلالم، مطية كل صاعد، يتخلى عن هويته، وينحرف عن غايته، ليحيا فقط ولو كانت حياة الذل. حزب الشذوذ الفكريصاحبالخلل والشطط الفكري يُميع القضايا، يُشغل المجتمع بفقه دخول الخلاء ويُضيع وجوب تنصيب الإمام،يسلم الكفار والمنافقون من لسانه ولا يسلم منه إخوانهيُقدم ما حقه التأخير ويؤخرما حقه التقديم، يؤخر الواجبات ويُقدمالمستحبات، يحفظ الفروع ويُضيع الأصول، يُصغر الكبير ويُكبر الصغير، يُعظم الحقير ويُحقر العظيم، يصون السنن ويُضيع الفرائض، يكفهِر في وجوه إخوانه وينبسط ضاحكا في وجوه أعدائه، يغيظ إخوانه ويفرح أعدائهيفعل الشيء ونقيضه، ويقف في صفوفالظالمين وينطق بآيات القرآن يقول بن تيميه رحمه الله (إذا وجدتموني في صفوفالتتار وفوق رأسي مصحفًا فاقتلوني).ما بين خلع ثوب الذلوارتداء ثوب الحرية تظهر عورات الكثيرينوما ينطق بالحق منافق أو ذليل يقول ابن الجوزي في صيد الخاطر:)رأيت كثيراً من الناسيتحرزون من رَشاسِ نجاسةٍ أو لا يتحاشَوْنَ من غِيبةٍ ويكثِرونَ من الصَّدَقَةِ ولا يُبَالونَ بمعاملاتِ الرَّبا، ويتهجَّدون بالليل ويؤخِّرون الفريضةَ عن الوقتِ وفيالناس من يطيع في صغار الأمور دون كبارها وفيما كلفته عليه خفيفة أو معتادة، وفيما لا ينقص شيئاً من عاداته في مطعم وملبس، ونرى أقواماً يوسوسون في طهارة ويستعملونالكثير من الماء، ولا يتحاشون في غيبة، في أشياء يطول عددها من حفظ فروع وتضييع أصول، فالله الله في تضييع الأصول).حزب الشذوذ الفكرييريد الوصول دون عناء ولا مشقة ولاضريبة ولا كُلفة. مشتت الفكر، حيران، هائم على وجهه، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، يريدأن يرضي الجميع، يحسب كل صيحة عليه، يوظف النص والدليلفي غير موضعه. يستخدم النص فيموضع ولا يستخدم نفس النص لنفس الحدث في موطن آخر، وما الكلام عن النصارى والكنيسة والشيعة والخوارج والحاكم المتغلب أو حتى أهل الفن والنساء وجهاد الكاراتيه والسلام الجمهوري أو حتى حصار المسلمين وغيرها منا ببعيد.هوحالة من نتاج البيئة التي نحياها بكلتعقيداتها وإشكالاتها. حالةمن الهلامية، السراب، لا تستطيع أن تمسكه بيديك،متلون، متقلب، متحول، تائه. حالةمن الضرار كمثل مسجد (ضــــــرار)أفراد وأحزاب ومؤسساتوحكومات ودول وقنوات ونفوس وضمائر (ضـــــــرار) ناقص عقل ودين، أخطر على الأمة من أعدائها.حالة من العشوائية، تلبس علىالناس أمر دينهم ودنياهم، برغم وضوح الحق والباطل ومع هذاالوضوح ربما لو نزل المسيخ الدجال غدا ربما لم يفرق بينه وبين المسيح عيسىعليه السلام.يقول ابنالجوزي رحمه الله:(إنه بقدرإجلالكم لله عز وجل يجلكم وبمقدار تعظيم قدره واحترامهيعظم أقداركموحرمتكم ولقد رأيت -والله- من أنفق عمره في العلم إلى أن كبرتسنه، ثم تعدىالحدود؛ فهانعند الخلق، وكانوا لا يلتفتون إليه مع غزارة علمه، وقوةمجاهدته. ولقد رأيت من يراقب الله -عز وجل- في صبوته مع قصورهبالإضافة إلى ذلكالعالم؛ فعظمالله قدره في القلوب، حتى عَلِقَتْهُ ووصفته بما يزيد على مافيه من الخير).
|
|
|
عرض الردود
|