شبكة المرابط الاسلامية - - الجمعة 2 / 10 / 2020 - 09:17 صباحاً
الإعجاز الرباني في الأظافر والأسنان أ. د. علي فؤاد مخيمر
الإعجاز الرباني في الأظافر والأسنان
خَلَق الله عز وجل في الإنسان أشياءَ تزيده زينةً وبهاءً وجمالًا، وقد يظنُّ الإنسان أنها لا فائدة منها، لكن مع التأمُّل والتدبُّر تظهر عظمة الخالق جل وعلا في خَلْق الإنسان، وفي كل شيء، ولكي يكتشف هذه المعجزات في تركيب جسمه، فينظر إلى أعضاء جسمه ومكوناتها إذا كانت ظاهرةً، والقراءة عنها إذا كانت باطنة، ومِن ثَمَّ يحصل اليقين، وصدق الله عز وجل إذ يقول: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ [التين: 4].
فمن هذه الأشياء التي يتزيَّن الإنسان بها - وهو مأمور فيها بتطبيق سننِ الفطرة التي أخبر عنها الصادقُ المصدوق صلى الله عليه وسلم - تقليمُ الأظافر، ونظافةُ الأسنان، والعناية بها، وغير ذلك من السنن، وهذا ما سنحاول الكشف عنه في هذا المقال.
نعمة وجود الأظافر:
الظفر عضو ملحق بالجِلْد مثل الشعر، وهو مركَّب من مادة كيراتينية، ويغطِّي السلامى الأخيرة في أصابع اليدين والرجلين.
♦ تساعد على أداء الكثير من الأعمال اليدوية بدقَّة متناهية.
♦ في مجال الطب يعرف من خلالها درجة فقر الدم (الأنيميا) حسب اللون ودرجة الاحمرار.
ثَبَتَ علميًّا أنَّ نهاية الدورة الدموية تنتهي تحت الأظافر على هيئة شبكة من الشعيرات الدموية الدقيقة جدًّا التي تعمل على تنظيم درجة حرارة جسم الإنسان؛ فالأظافر تحمي هذه الشبكة المهمة.
تقليم الأظافر من سنن الفطرة:
تقليم الأظافر: ومعناه إزالة ما يزيد عن ملامس رأس الإصبع من الظفر، وهو سُنَّة مؤكَّدة، وهو نوعٌ من النظافة التي حضَّ عليها الإسلام، وجعلها النبيُّ صلى الله عليه وسلم من خصال الفطرة؛ فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من الفطرة حلق العانة، وتقليم الأظافر، وقص الشارب))؛ رواه البخاري، وهناك أحاديث كثيرة في تقليم الأظافر ومدتها.
فمن المعلوم طبيًّا أنَّ الجراثيم والطفيليَّات والأوساخ تتراكم تحت نهايات الأظافر، فتكون سببًا للعدوى بكثير من الأمراض ومِن ثَمَّ فإنَّ تعاهد الأظافر بالقصِّ، وتعاهد الأيدي بالغسل قبل الطعام وبعد قضاء الحاجة، يُعدُّ وسيلةً وقائيةً مهمَّةً من تلك الأمراض، وتنصُّ بعض المراجع العلمية الحديثة على ضرورة قصِّ الأظافر وتقليمها لعلاج بعض الأمراض المعدية، ومنها مرض الديدان دقيقةِ الذيل كما يُستحَبُّ دفنُ قلامة الأظافر، وعدم إلقائها في القمامة؛ حتى لا تتكاثرَ الميكروبات وبويضات الديدان.
الموانع الشرعية لإطالة الأظافر:
إنَّ عدم قصِّ الأظافر وتركها تطول لتصبح (مخالب) بشريَّة - سواءً كان ذلك إهمالًا، أم جهلًا، أم كان متعمدًا على أنه تقليد موضة - هو خصلة ذميمة مخالفة لسنن الفطرة التي جاءت بها الشريعةُ الإسلامية، وتقليدٌ أعمى لأهل الكفر والضلال، وتشبُّه بالحيوانات والوحوش ذات المخالب، وسببٌ في منع وصول ماء الوضوء إلى مقدَّم الأصابع، وتراكمِ الوساخات تحت الأظافر.
وهناك حكمة عظيمة من تقليم الأظافر عُرِضَت في بعض المؤتمرات العالمية، وهي أنَّ تقليمَ الأظافرِ يتماشى مع نظرة الإسلام الشمولية للزينة والجمال؛ فالله سبحانه وتعالى خَلَقَ الإنسان في أحسنِ تقويم، وجعل جمال الأصابع في تقليمها لاستعمالها في أعراضٍ شتَّى؛ فإطالتها تعوق هذا الاستعمال الذي خَلَق اللهُ من أجله الأظافر، والجزء الذي يزيد عن الأنملة لا قيمة له، ولذلك لا يجوز أن يزيد طولُها على رأس الأصبع؛ ليكون على قدر الغَرَض الذي وُجِد مِن أجله.
الأضرار الصحية الناجمة عن إطالة الأظافر:
1- الجيوب الظفرية بين تلك الزوائد ونهاية الأنامل، تتجمَّع فيها الأوساخ والجراثيم وبيوض الطفيليات المسببة للعدوى.
وهذه نصيحة نقدِّمها للنساء خصوصًا بعدم إطالة الأظافر؛ لأنَّ النساء هن اللواتي يحضرن الطعام، ويمكن أن يُلوثنه بما يَحملنَ من عواملَ ممرضةٍ تحت مخالبهنَّ الظفرية التي لا تزول بالماء والصابون؛ لأن الجراثيم غير مرئية، وتسكن في الجيوب الظفرية.
2- الزوائد الظفرية نفسها تحدث إصابات كثيرة وجروح في الجِلْد أثناء الحركة العنيفة.
3- منع وإعاقة الحركة الطبيعية للأصابع أثناء الإمساك بالأشياء.
4- تسبِّب الإطالةُ تقصُّفَ الأظافر بسبب كثرة اصطدامها بالأشياء، وكذلك خلخلة الأظافر وتضخُّمها لتصبح مشابهةً للمخالب.
ومن المعروف أنَّ كتبَ الجراحة توصي أن يعتني الجرَّاحون والممرضات بقصِّ أظافرهم دومًا؛ لكيلا تنتقلَ الجراثيمَ إلى جروح المرضى أثناء إجراء العمليَّات الجراحيَّة.
إعجاز نبوي:
وضعت السنة النبوية حدًّا أعلى لا يزيد عنه المسلم في ترك أظافره، وهو أربعون يومًا، ويستحبُّ كل يوم جمعة أن يطبِّق الإنسانُ سننَ الفطرة مِن قصِّ الأظافر ونتف الإبط وغير ذلك؛ ليكون المسلم نظيفًا طيِّبَ الرائحةِ مستريحَ النفس.
ومن هنا تتَّضح لنا روعةُ التعاليم النبويَّة في الدعوة إلى تقليم الأظافر كلما طالت، واتفاقُ هذه التعاليم مع ما اكتشفه الطبُّ الوقائيُّ وقواعد الصحة العامة.
نعمة الأسنان:
الأسنان عبارة عن أعضاء عظميَّة صُلبةٍ توجد في الفكَّين العلويِّ والسفليِّ، ومهمتها مضغ الطعام تمهيدًا لمروره بالمريء وهضمه في المعدة.
يبدأ ظهور الأسنان تباعًا في فم الطفل في الشهر الخامس أو السادس من عمره حتى يكتمل له عشرون سنًّا (10 أسنان في كلِّ فكٍّ)، وبما أنَّ هذه الأسنان تظهر في فترةِ رضاعةِ الطفل، فإنها تسمَّى الأسنان اللبنية؛ أي: المؤقَّتة حيث تسقط فيما بعد لتحل محلَّها الأسنانُ الدائمة التي يبدأ ظهورها في السنة السادسة تقريبًا مِن عمر الطفل، وتكتمل قبيل البلوغ، وعددها 32 سنًّا موزَّعة على الفكَّين العلويِّ والسفلِّ بالتساوي، وآخِر ما يظهر منها ما يسمَّى بـ «ضرس العَقْل» في الفترة بين 17 - 30 سنة.
حكمة ربانية:
والحكمة واضحة جليَّة في أنَّ الخالق عز وجل قد جعل للإنسان طقمين من الأسنان، وبما أنَّ الأسنانَ اللبنية التي تظهر في سنِّ الطفولة الأوَّلي كثيرة التعرُّض للتلف بسبب طبيعة الطفل، وكثرة تعرُّضه للحوادث، فقد كان من حكمته وفضله سبحانه أنْ جعل للإنسانِ طقمًا آخَر من الأسنان يظهر عندما يكبر الطفل ويبلغ من الوعي ما يؤهِّله للمحافظة على أسنانه.
ومن حكمةِ الخالق عز وجل أنْ جَعلَ الأسنان أعدادًا مفترقة، ولم يجعلها عظمًا واحدًا، فإن أصاب بعضَها تلفٌ انتفع بالباقي.
وجمع فيها بين النفع والجمال والزينة، وجعلها صلبةً ليستْ كعظام البدن لشدةِ الحاجة إليها على الدوام، وجعل الأضراسَ أكبر حجمًا لأجل الحاجة إلى درس الغذاء، فإنَّ المضغ هو الهضم الأول، وجعل الثنايا والأنياب لتقطيع الطعام وجمالًا للفم الإنسانيِّ، ومن الدعاء الطيب: «لا فُضَّ فوك»، فسبحان مَن أَحْكَم أصولَها، وحدَّد ضروسها، وبيض لونها مع حمرة ما حولها، وجعلها متساويةَ الرؤوس، متناسبة التركيب؛ كأنها الدر المنظوم، فسبحان الخالق المصوِّر الذي أتقن كلَّ شيء وقدَّره تقديرًا.
تركيب السن: تتكوَّن السن من جزأين رئيسيين هما التاج والجذر وبينهما العنق، ونسيجيًّا يتكوَّن من 3 طبقات.
منطقة التاج: وتتكوَّن من:
1- اللب الداخلي.
2- العاج: وهو الجزء الحسَّاس في السنِّ، ولونه يميل للاصفرار، وهو مادة عظميةٌ ليست كعظام الجسم، ولكنها أقلُّ صلابةً؛ حيث تعمل على امتصاص الإجهاد العالي الواقع على المينا؛ مما يحول دون انكسارها.
3- المينا: وهو الجزء غير الحساس، لونه أبيض يغطِّي التاج؛ أي: إنها الطبقة الخارجية، وهي أشدُّ الطبقات قساوةً بالجسم، بلورية الشكل، وتتكوَّن من الكالسيوم والفوسفور وبعض المعادن، ولذلك فإنَّ المواد المستخدمة البديلة المصنعة التي تستخدم بديلًا عنها في حالة تَلَفِها تكون من البورسلين والفضة والذهب وخليط الزئبق مع بعض المعادن.
أما منطقة الجذر: فتتكون من اللبِّ والعاج الذي يغطِّي الجذر وعنق السن والملاط؛ حيث تنغرس في تجاويفَ في الفكَّين مخترقةً اللثة.
والأسنان تتغذَّى من خلال أوعية دموية تتخلَّل اللب إلى جانب وجود الأعصاب التي تربط الأسنان بمراكز الحسِّ في الدماغ؛ لكي تُحسُّ بمقدار الضغط الواقع عليها، وبدرجة حرارة الطعام والشراب.
وظائف الأسنان:
تؤدِّي الأسنان عدة وظائف مهمَّة هي:
1- المضغ من أجل تفتيت الطعام وتسهيل عملية البلغ والهضم.
2- جمال المظهر؛ فهي تكسب الوجه منظرًا جميلًا، وتعمل على تناسق أعضاء الوجه.
3- النطق؛ فهناك حروف هجائية لا يمكن نطقها إلا بواسطة الأسنان مثل الذال والظاء والثاء ... إلخ.
الأسنان معجزة المعجزات:
لا تحتاج الأسنان إلى قوالبَ لتصنيعها كما يفعل البشر، بل إنَّ كلَّ سنِّ من هذه الأسنان يبدأ تصنيعها من خلية واحدة فقط؛ فبعض الخلايا تصنع القواطع وبعضها النواجذ والأضراس، فسبحان الله الذي جعل هذه الخلايا تنشط في وقت معين بعد ميلاد الطفل، لا في أُمِّه مثل باقي الأعضاء التي يكتمل تصنيعها، ويمكن للإنسان أنْ يشاهد هذه المعجزة الربانيَّة من خلال مراقبة أسنان إخوانه وأبنائه، وهي تنبت في اللثة فتشقها، كما تشق النبتة ترابَ الأرض، ثم تنمو شيئًا فشيئًا إلى أن يكتمل تصنيعُها، ثم تتوقَّف تمامًا عن النمو بأمر ربِّ العالمين إلى الحدِّ المقدَّر لها.
فتخيل أخي الكريم إذا نَمَتْ أكثر مِن المقدَّر لها ماذا يكون منظر الإنسان؟ فالمصنع الإلهي للأسنان يعمل بشكل بالغ الدِّقَّة؛ بحيث تأخذ كلُّ سنٍّ مكانَها الصحيح دون أن تتصادم مع بقية الأسنان والأعجب من ذلك أنَّ كلَّ إنسانٍ يختلف شكلُ أسنانه عن الآخَر، ولكن برامج التصنيع لجميع أسنانه قد تمَّ إحكامُها بحيث تنتج أسنانًا متناسقةً مع بعضها البعض حسب ما قدَّره وحدَّده ربُّ العزَّة على الشريط الوراثيِّ الذي في داخل هذه البرامج المنتجة للأسنان.
ومن الإعجاز الرباني اختيار المادة التي تصنع منها الأسنان؛ بحيث لا تتآكل أو تنكسر مع أنها تمتدُّ على مدى عمر الإنسان، وخاصةً أنَّ الأسنان تستخدم كلَّ يوم في طحن الطعام لمدة ساعات، وتتعرَّض للعمل الشاقِّ والاحتكاك المختلف لأنواع المواد الكيميائية التي يحتويها الطعام وما يفرزه الفم من مواد هاضمة، وكذلك حرارة الطعام والشراب التي تعمل على تمدُّد وتقلُّص مادة الأسنان، بل الأكثر خطورةً على الأسنان هو بقايا الطعام؛ حيث تتكاثر البكتيريا على أسطح هذه الأسنان، وإفرازاتها للمواد السامة والأحماض التي تعمل على تخريب وتسويس الأسنان، وعلى الرغم من كلِّ ذلك، فإن هذه الأسنان تستمرُّ في أداء وظيفتها لما يقرب من مائة عام.
عجز العلم الحديث أمام القدرة الربانيَّة:
مما يثير الدهشة أنَّ الأسنان المصنعة بهذه الطريقة الربانيَّة تأخذ شكلها النهائي المطلوب؛ فإن رأس الإنسان يكاد يتصدَّع عندما يفكِّر قليلًا في عملية التصنيع ابتداءً من خلية واحدة، فهذه الخلية تنقسم ملايين المرات بحيث توضع كل خلية في مكانها الصحيح في جسم السِّنِّ.
إنَّ أكثر ما يُحير العلماء في علم الأسنان، وخصوصًا هذه الطريقة الربانيَّة في تصنيع طبقة المينا؛ حيث إنها مادة غاية في الصلابة، فكيف يتسنَّى بها أن تنموَ بشكلٍ بطيءٍ، ومن ثَمَّ تأخذ شكلها النهائيَّ بمنتهى الإتقان.
ومِن هنا يتضح لنا مدى صعوبةِ تصنيع هذه الأسنان عندما نشاهد الجهدَ الذي يبذله طبيبُ الأسنان ومختبراتُ ومعامل تصنيعِ الأسنان عند تركيب سنٍّ صناعية مكان السنِّ الطبيعيِّ، وصَدَقَ ربُّ العزَّة القائل:
لقد حضَّ الإسلامُ على العناية بالأسنان، وأَمَرَ بالسواك، ونهى عن ترك بقايا الطعام في الفم عند القيام ببعض العبادات؛ كالصلاة وقراءة القرآن، وغير ذلك من الآداب التي تساعد في المحافظة على صحة الأسنان والفم.
والمقام لا يتسع هنا لحصر الأمثلة على حثِّ الإسلام على النظافة، ولكننا سنتناول جانبًا عنى به الإسلام أكثر، ألا وهو طب الفم.
حيث إنَّ الفم هو المدخل الرئيسيُّ لأعضاء الجسم الداخلية (الجهاز الهضمي والتنفسي)، والمحتوي على الأسنان، والمتصل بالجهاز العصبيِّ، وهو أقرب المناطق إلى الجهاز العصبيِّ المركزيِّ (المخ)، لذا كانت آلامُه لا تحتمل، وجاء الطب الحديث بنصائحه المتعدِّدة في عناية الإنسان بأسنانه، وإذا ما أردنا تطبيقَ هذه المعلومات كَمَا أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم من وجوب اهتمام الإنسان بنظافة الفم، حين قال صلي الله عليه وسلم: ((السواك مطهرة للفم مرضاةٌ للرب))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لولا أنْ أشقَّ على أمَّتي لأمرتهم بالسواك عند كلِّ صلاة))، ولقد ثَبَت علميًّا أنَّ تراكم الجراثيم وبقايا الطعام لا تزول إلا بالحكِّ الآليِّ، أو باستخدام السواك، ولقد سنَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إزالةَ هذه الترسبات مِن على الأسنان حتى أثناء الليل؛ حيث ورد أنَّ النبيَّ كان إذا قام مِن الليل يشوص فاه بالسواك، وقد ذَكَرْنا في مقالةٍ سابقة بشيء من التفصيل فوائدَ السواك.
فهذه الأحاديث تبيِّن لنا أنَّ الرسولَ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ باستعمال السواك في حقبة من الزمن لم تكن المعارف الطبيَّة قد توصَّلت لذلك؛ فهو أول مَن أمر بالعناية بنظافة الفم وحفظ صحة الأسنان.
ولأهمية الأسنان فقد شرع الشارع القصاص في الجناية على الأسنان؛ لقوله تعالى: ﴿ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ ﴾ [المائدة: 45]؛ أي: القصاص بالمماثلة.
حتى إنَّ في العصر الحديث أُنْشِئت كليات خاصة بالأسنان لأهميتها في حياة الإنسان؛ حيث إنَّ ألمَ الأسنان يجعل الإنسان غير مستقرٍّ في نومه ويقظته، عافانا الله وإياكم من آلامها.
بعض النصائح التي تساعد على نظافة الأسنان:
يمكن لكلِّ فرد أن يحمي نفسَه مِن تسوُّس الأسنان عن طريق:
♦ غسل الفم والأسنان بالسواك أو الفرشاة جيدًا بعد تناول الطعام.
♦ إزالة الترسبات الجيرية وعلاج تقرُّح اللثة عند طبيب أسنان.
♦ تجنُّب الإكثار من تناول السكريات والحلويات والمياه الغازية التي تقلِّل نسبةَ الكالسيوم في الجسم.
♦ اتِّباع نظام غذائيٍّ سليم، أو العودة قدر الإمكان إلى نوعية الطعام الغني بعنصر الفلور والكالسيوم.
♦ الحرص على تجنُّب تناول أطعمة إضافية بين الوجبات.
♦ حشو الشقوق والفراغات الموجودة بين نتوءات الأسنان؛ حتى نقلِّل من تجمُّع البكتيريا وبقايا الطعام بهذه الشقوق التي تنتج رائحة كريهةً، بسبب وجود هذه الكائنات الحيَّة الدقيقة في الفم التي تعمل على تكوين مواد غازية ذات رائحة كريهة، عن طريق هضم بقايا الطعام.
♦ علاج التسوُّس وعلاج العصب عن طريق طبيب الأسنان.
♦ الامتناع عن التدخين والكحول والتقليل من استهلاك القهوة.
♦ مضغ أوراق النعناع أو حبوب الهيل بين فترة وأخرى.
♦ ينصح معظم أطباء الأسنان باختيار الفرشاة الناعمة جدًّا.
♦ يجب تغيير فرشاة الأسنان عند تغيُّر شكل أليافها فقط، وليس ذلك محددًا بزمنٍ معين.
♦ الشاي الخالي من السكر وتناول الموز مفيدان لصحة الأسنان، وذلك لاحتوائهما على عنصر الفلورايد.
تنظيف الأسنان يقوِّى الذاكرة: فقد أكدت دراسةٌ جديدة أنَّ المحافظة على الأسنان نظيفةٌ يقوي الذاكرة، وينشِّط خلايا الدماغ، وقد لاحظ طبيب أمريكيُّ أنَّ عدمَ تنظيفِ الأسنان يؤثِّر على الصحة العقليَّة؛ حيث إنَّ غشاء البكتريا (البلاك) العالق بين الأسنان من الممكن أن يسبِّب ردَّ فعلٍ مناعيًّا ينعكس على شرايين القلب؛ حيث يعوق وصول مغذيات ضرورية للخلايا الدماغية، وهذا ليس بغريب؛ حيث أَبْلَغَنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم الذي ما جاءتْ أوامرُه وتوجيهاته إلا لصالح البشرية؛ فنظافة الأسنان كما أَمَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم تتفق مع الحقائق العلمية التي فيها منفعة للبشرية كلِّها.
أثر التدخين على الأسنان:
تتلوَّن أسنانُ المدخِّنين عادةً بلونٍ أسودَ لا يزول بالفرشاة والسواك، ويزداد هذا اللون كلَّما ازداد المدخِّن تدخينًا، وتكبر المشكلة وتتعقَّد عندما يهمل المدخِّن نظافةَ أسنانه، فتتراكم عليها كمياتٌ كبيرة من الترسبات الناتجة عن دخان التبغ؛ مما يؤدِّي إلى حدوث التهابات في اللثة، ويكون الاصطباغ باللون الأسود عادةً على أشُدِّه في الناحية الخلفية للأسنان الأمامية؛ حيث يتجمَّع الدخان الكثيف في جوف الفم، ويصطدم بهذه السطوح عند نفخه باتجاه الخارج، ولذلك يجب على المدخنين العناية بغسل الأسنان والفم بالفرشاة، واستعمال السواك لِما له من فوائدَ عظيمةٍ.
وكذلك أثر مبسم النرجيلة السيئ على الأسنان، بسبب ضغطها المستمر على الأسنان؛ مما يؤدِّي إلى اعوجاج الأسنان وانصرافها عن وضعها الأصلي، ويُفقدها جمالها وتناسقها.